البارت التاسع عشر

21.5K 552 25
                                    

( وفــــأة قلـــــب )

خرج من مكتبه كالمجنون بعد أن أخبرته أخته بتلك الكارثة ،، أوقفه صديقه وهو يقول :-
- إلياس باشا أنا جمعت الأدلة زي ما طلبت وطلعت قبض بالقبض عليها

أجابه " إلياس " بأستعجال دون أهتمام وهو يسرع للخارج قائلاً :-
- ماشي

وركب سيارته وقاد بجنون لا يعلم أين يذهب للبحث عنها ولكنه لا يستطيع الأنتظار والتوقف عن البحث عنها يريد عودتها سالمة فقط ....

____________________________

هتفت " جميلة " بهدوء وهي تجلس علي الأريكة قائلة :-
- برضو مش هتتصل تطمن عليها وتشوف أبنك لاقاها ولا لا

ترك فنجان الشاي الساخن من يده بزفر وهتف بضيق :-
- هو أبنك كان أستأذني لما راح خطبها ولا حتي وهو بيقول للناس دي خطيبتي ،، رايح يخطب عيلة

هتفت " أثير " بشفقة عليه قائلة :-
- بس بيحبها يا بابا لو شوفت عيناه وهي بتبص عليها مش بتقول بحب بس دي بتقول بحب وعاشق ودايب حرام نقف قدام سعادته بعد ما رجع للحياة ومتنساش أن محدش عدله وبعده عن الخمر والسهر غير دموع

قهقه ضاحكاً بسخرية ثم هتف وهو يرمقها بنظرة حادة قائلاً :-
- اه عشان رقاصة وأخوكي أهبل مش فاهمة آن كل ده هي بترسمه عليه عشان يتجوزها بس ده بعدها

- حرام عليك ياحبيب البت بريئة جدا وعمرها ما أختلطت بالعالم وشاطرة في دراستها جدا بقالها سنة في المدرسة مفيش مدرس ولا طالبة أشتكي منها وكلهم بيشكروا في أدبها وهدوءها غير تفوقها
قالتها " جميلة " بحزم شديد مُدافعة عن هذه الطفلة في غيابها ،، ثم هتفت تكمل حديثها قائلة :-
- وبصراحة كدة آنا موافقة أجوزها لأبني ،، أنا متعلمة ومتحضرة وفاهمة أن طبيعيتها طيبة وقلبها أبيض وكل اللي حصلها مجرد تواجدها في ظروف نشأة زي دي والدليل آن البنت عندها طموح أنها تبقي دكتورة وبدأت تصلي مع أثير وأن شاء الله ربنا هيهديها أكتر وتلبس الحجاب ومتأكدة بقي أنها تستاهل إلياس وكفاية عليا سعادته وفرحته بوجودها

عقد حاجيبه بضيق وقال بضجر :-
- قصدك آني انا اللي متخلف عشان معارض الجوازة دي ،، أنتي مش فاهمة آن البنت لسه في سن المراهقة واحتمل تعلقها بيه كل ده بدافع حنان الاب مش شايفه كرجل

أبتسمت " أثير " بسعادة وهي تعطيه فنجان الشاي مجدداً وهتفت بعفوية :-
- لا يا بابا صدقني دموع حبها لإلياس حب نقي جدا وصادق المشاعر

زفر بضيق من حديث أبنته وزوجته من تكرار طلب موافقته علي زواجهما ثم دلف إلي مكتبه هارباً منهما......

______________________________

ظلت تبكي وهي جالسة علي الأريكة الخشبية أمام النيل وتمسك بيدها ورقة وتغلق قبضتها عليها بقوة مُرتدية ملابسها التي ذهبت للأمتحان بها صباحاً بنطلون جينز وتيشرت بكم وبلطو جلدي وحول عنقها وشاح صوف وترتدي علي رأسها طاقية صوف وردية اللون وشعرها مسدول علي ظهرها وتتذكر كيف لم تأتي " حنين " إلى الأمتحان وحين ذهبت إلي بيتها بعد الأمتحان .....

راقصة الحانهWhere stories live. Discover now