"⁹"

8.1K 846 124
                                    

_

تَجلس عند نافذة غُرفتها أسفل ضوء القمـر، تضع سماعات هاتفها في اُذنها، حتى تتعمق في كلمات تِلك الأغنيـة، وبين يديها قهوتها المُفضلـة ترتشف مِنها بين الحين والآخر.

شعُرت بالرَغبـة في البُكاء، فـتلك الأغنية تجعلها تعـود بالزمن إلي ذِكريات بائسـة، حَزينة.. فقد فقدت أعز ما تملُك في ذلك الوَقت، وأيضـًا خَوفها من المُستقبـل!

خائفة من كَون حبيبها لم يُحادثها مُنذ يومين، ولا تعلم السبب.. لم يُفاجأها بِـموعدٍ مثل عادته!

تَعلم أنه مَشغـول في عَمله كثيرًا، ولكن إتصال أو رِسالة واحِـدة ستكون كافيـة بالنسبة لها بالفعـل.

والآن لا يُسمع في غُرفتها غَير صوت شهقاتِها التي تعلـو تدريجيـًا، مع تلك الأغنية الحزينـة جَعلت الوضع يسوء بِـشدة.

أثناء ذلك دخل تايهيونغ إلىٰ مَنزلها بِـهدوء، ويَحمل مَعه الكثير من الطعام الذي تُحبه هي، ولكنه تجمد في مَكانه عِندما سَمع صوت بُكائـها الذي لا يستطيـع أن يتحمله هو، فـكيف لِـحبيبتـه أن تبكِ وهو مَوجود ؟

لَعـن نفسه بسبب إهماله لها اليومين الماضيين، فهو حقـًا كان يَنتهز فُرصـة إستراحه عَمله كَـي ينام لمدة ساعـة أو ساعتين فقط!

إقتـرب من مَكانـها ليرها ضاممه قدميها إلى صدرها وتبكِ مُغمضه العينين لا تشعر بِوجوده حَولها، لِيجلس مُقابِلهـا وينتزع منها سماعات هاتفها، جَفلـت للحظة ولكنها شعرت بالإرتيـاح عندما وَجدته هو أمامها.

"لِماذا صَغيّـرتي تبكِ في الظلام وَحدها ؟"
سأل تزامنـًا مع مسحه لدموعها بُِرقه.

لم تُجاوبه لتضرب صدره عدة ضربات متتالية، ولكن لم تؤلِمـة بِقدر آلم قلبه على رؤيتها هكذا!

أمسك بِكلتا يديها كـي يجعلها تتوْقف عن ضربـه، لِـيحملها ويضعها في حضنه يَمسح على شعرها بِلطـفٍ، يُغني لها أغنيتها المُفضلـة بصوته

ظلت تَبكِ بَين ذراعيّـه، حَتى هدأت تمامـًا

"إذًا.. أ لن تُخبـريني، لماذا كُنتِ تبكين؟" إستغـل فرصه هدوءها، ليسألها مُجددًا ومازال يُمـرر يَده على شعرها.

"تايهيونغ.. أنتَ لن تترُكني، أليس كَذلك ؟
لا تتركني مِثلما فعلـوا، لن أستطيع الصمود مِن دونك" نبست تدفن وجهها في عُنقه.

"لا تقـولِ هذا مرةً أخرى، أنا لن أفعل.. ولن أفكـر في ذلك حتى!، أنتِ تعلمين أنّـي لا اغيبُ هكذا إلا إذا كان الأمـر جـادًا"

"أنا أكـره عَملك للغايـة، حَسنـًا..سأسامِحـك هذه المرة فقط، لا تفعل ذلك ثانيـةً أرجـوك"
نبسـت مقوسة شفتيها بِعبوسٍ طفيف.

"أعدكِ حبيبتـي"
قال تزامنًـا مع مسحه على وجنتيها، ثم قَبلـها على إحداهما قُبلة طَويلـة تُعبر عن إشتياقة لها.

"لقد جلبـتُ معي الكَثيـر من طعامكِ المُفضـل، هيّا لِـنشاهِد فيلمـًا معـًا"

لم يُكمِـل جُملتـه حتى وَجدها تُهرول تَبحث عن حقيبـة الطعام التي تحدث عنها تايهيونغ

هذه من كَانـت تبـكِ مُنذ قَليـل؟"


_

توضيح: عمل تاي هو أيدول مثل الواقع، لذلك لا يرى بورا كثيرًا.

لِنذْهـب فـيّ مَوعِـدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن