١^ الفصل الأول ⋮ متجر الكتب

3.5K 455 397
                                    

يسير في شوارع لوس انجلوس المزدحمة متوجهاً نحو مكتب معالجته النفسية، متفادياً أي شيء قد يغير روتينه المعتاد.

لا يريد أي أحداث مفاجئة قد تجعل من الرواية تبدأ، إذا لم تحصل له احداث مؤثرة او غريبة فلن يجد الكاتب شيء يجذب القراء ليبتدأ به الرواية.

وصل لوجهته ليدخل ويجلس على الكنبة البنية المريحة، بينما تجلس امامه معالجته، شارلوت.

بدأت بسؤالها: "ماكس، لقد تغيبت عن موعدنا في الأسبوع الماضي... لماذا؟"

"كان هنالك شجار بالقرب من شقتي لذلك قررت ألا أُغادرها، تعلمين... لم أرغب أن يؤثر على روتيني المريح"

بينما كان يتحدث، لاحظ إن كوب قهوة شارلوت قريب من حافة الطاولة وكأنه سيسقط في أي لحظة..

هل عليّ إبعاده عن الحافة؟ ربما يريده الكاتب أن يسقط لسبب ما... أم أتركه؟ لربما يخطط لجعلي شديد الملاحظة لكي أراه وأبادر بإبعاده!

سأتجنب كِلا الإحتمالين...

لينهض ويلتقط الكوب ثم يرميه أرضاً جاعلاً من الفوضى تشوه الأرضية الخشبية!

تفاجأت شارلوت من حركته هذه، لكنها لم تسأله فقد إعتادت على تصرفاته هذه تقريباً...

على الرغم من إقناعه لنفسه بكونه يتملك روتين محدد لا يتغير إلا إن تصرفاته لا يمكن توقعها.

بدأت أوهامه هذه بالظهور وهو بعمر العاشرة، ليتجنب بعدها الإختلاط مع رفاقه في المدرسة مبرراً ذلك بإنه لا يريد أن يصبح مراهقاً متمرداً يجلب لنفسه المشاكل؛ لن تتكون أحداث مشوقة إذا كان شخص مملاً!

لكن حياته هذه لم تكن سيئة للغاية، جعلته وحدته يجتهد في الدراسة؛ بتجنبه للعلاقات الأجتماعية خلال سنوات دراسته إلى أن تخرج من الجامعة كمتخصص بالشبكات اللاسلكية.

وبعدما خرج من منزل عائلته ليسكن في شقته المشتركة مع صديقه طفولته كلاي، الذي حال دون بقاء ماكس وحيداً تماماً.

كان كلاي قد إتخذ ذات تخصص ماكسمليان مما ساعد الأخير على تخطي الجامعة بدون خوف من متغيرات الحياة التي لا يمكن التنبؤ بها. وحتى الآن وبعد إن أصبح في الثانية والعشرين من عمره، يجد صعوبة بالتعامل مع الأمور بنفسه وبدون مساعدة كلاي.

أما العمل؟ اتخذ وظيفة خاصة بنظام أمان إحدى الشركات الكبيرة، ولا يجب عليه الذهاب لإي مكان من أجلها! يعمل من منزله ببعض الحواسيب بينما يرسل الملفات المطلوبة بمساعدة عامل التوصيل الخاص بالشركة.

أنهى جلسته مع شارلوت ليعود إلى منزله، وفي طريقه توقف عند متجر للكتب كان قد خطط مسبقاً للذهاب له.

سأدخل وأبتاع الكتب التي أُريدها وأخرج بهدوء،
لن يحدث شيء.

دخل للمتجر وقد وجد الكتب المطلوبة بالفعل بعد دقائق قليلة وتوقف عند المسؤول للمحاسبة، لكن يبدو إنه سيتأخر قليلاً بسبب شابة قد جاءت قبله لتسأل المسؤول عن بعض الكتب.

لحظات هي حتى سمع صوت إطلاق النار في الخارج...

××××

-بكون سعيد لو اعطيتوني آرائكم؟ :))

ماكسمليان: الذهان الكبريائيWhere stories live. Discover now