٤^ الفصل الرابع ⋮ جدال

1.2K 260 178
                                    

في الأوقات العصيبة يكون لكل شخص طريقة معينة للتعامل مع الأمر، البعض يجد الحلول والبعض الآخر ينهار وحسب، أما ماكسمليان فهو يهرب!

اعتاد على الهروب منذ إن كان صغيراً جاعلاً من أهله يبحثون عنه في كل مكان، الآن وقد كبر فلن يبحث عنه احد..

لا توجد وجهة محددة وإنما يذهب إلى حيث تسير به قدماه ويعود عندما يتعب من التجول بعد عدة أيام.

هذه المرة سافر إلى مدينة أخرى وعاد بعد مرور أسبوعين، ليس لأنه يخاف مواجهة حقيقة موت صديقه بل لا يرغب بالتحدث مع أحد يعرفه كما انه تخلى عن فكرة البحث عَمّن قد يكون قاتل كلاي.

بعد عطلته هذه قرر العودة للعمل مباشرة، ذهب الى مبنى الشركة التي يعمل بها. كان اغلب العاملين هناك يرتدون سُتّر بيضاء اللون، وبعضهم يضعون اقنعة طبية بينما يحملون بعض المحاليل ينقلونها الى المختبرات؛ هذا ما ستراه عندما تدخل شركة لصناعة الأدوية.

ماكسمليان يعمل بعيداً عن مختبرات التجارب والأمور المعقدة هذه، مهمته فقط إدارة وحماية المعلومات الخاصة بالمبنى، إعطاء طرق أفضل في الحماية وتقديم تقرير عن الوضع العام مرة كل شهر.

توجه إلى مكتب الرئيس الواقع في الطابق التاسع ملبياً استدعائه، وصل الى المكتب وأراد أن يفتح الباب ولكن الصراخ الذي صدر من الداخل جعله يتراجع قليلاً..

"ألا تملك أدنى رحمة؟" صدح من الداخل صوت انثوي ثم أكمل "لقد تعديت حدودك جداً، ما ذنبه ليموت؟"

"لقد علم بأمور ما كان يجب عليه معرفتها"

"لا تتجرأ بالأقتراب من الآخر" قالت حتى قرر ماكس مقاطعتها بطرقه على الباب والدخول ليرى ما صدمه أكثر من الحديث الغريب ذاك ألا وهو رؤية ارينا!

ماذا تفعل هذه هنا؟ مهلاً.. هل كانت تصرخ بالرئيس! الأمر ليس من شأني؛ في الواقع، سأرى ما يريده الرئيس وأرحل.

"مرحباً سيد لارسن، لقد استدعيتني" قال ماكس بهدوء من دون أن يلقي نظرة على ارينا التي خرجت بسرعة.

"اهلاً ماكس، هذا صحيح.. ما حدث لصديقك محزن للغاية نأسف على هذا، ولم أتمكن من زيارتك والتحدث معك بطريقة مناسبة أكثر، أتمنى أن تقدر أسفي"

"لا عليك وشكراً على اهتمامك، لقد أحضرت التقرير الذي طلبته"

"ماذا عن الأعمال التي كانت تخص كلاي؟"

"أحضرتها ايضاً، هنالك بعض الملفات لا تزال في الحاسب المحمول خاصته ولم أتمكن بنقلها لوجود كلمة سر، يمكنكم فتحه ونقل ما يخصكم"

"هذا جيد، اعلمني إذا كنت تحتاج إلى أي شيء حتى وإن كان بسيطاً، والدك صديقاً عزيزاً للغاية بالنسبة لي وأنت مثل إبني فلا تتردد"

"شكراً لك، اذا كان هذا كل شيء فسأغادر" قال ثم خرج ليعود الى منزله.

"شكراً لك، اذا كان هذا كل شيء فسأغادر" قال ثم خرج ليعود الى منزله

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

دخل شقته، جمع الأغراض الي تخص كلاي ليعطيها الى عائلته غداً.

لا اعتقد ان حذائه مهمة.. سأتركها هنا. قال لنفسه بينما ينظر لحذاء الجلد السوداء الخاصة بصديقه ثم وضعها بجانب الحذاء الزهري ذاك.

على الرغم من موت صديقه الوحيد إلا أنه يبدو متماسكاً وغير مهتماً الى حد ما، أو ربما هذا مظهره من الخارج فقط.

لطالما كان لا يهتم للأمور العاطفية، فهذه ليست حياة حقيقية وانما رواية.. صحيح؟ عَلامَّ يحزن إذا كان هو وكل من يعرفهم حبرٌ على ورق؟ كل ما يهم ماكس الآن هو خداع الكاتب حتى يجعله لا يحقق ما يريد!

مهما بذل الشخص جهده ببناء مستقبله بنفسه ولكن ما هو إلا جزء صغير من اللوحة الكبيرة، جزء صغير لتأدية غرض أكبر ولا يمكنه تجنب ذلك بمفرده

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

مهما بذل الشخص جهده ببناء مستقبله بنفسه ولكن ما هو إلا جزء صغير من اللوحة الكبيرة، جزء صغير لتأدية غرض أكبر ولا يمكنه تجنب ذلك بمفرده.

بينما نعتقد إننا متحكمين بكل شيء، هنالك سلسلة من الأحداث التي تؤدي بنا الى مستقبلنا المجهول.

وبينما ماكسمليان يظن إنه يخدع "الكاتب"، هنالك من يخطط لقتله..

"اذا كنت تعتقد بأنه لا يعلم شيئاً فأنت احمق"

"وما الذي تريد مني فعله؟ مقتل صديقان بذات الشهر، أليس غريباً بعض الشيء؟"

"فقط كن مفيداً قليلاً ولا تفعل شيء، انا املك شخص محترف سيجعلنا نتخلص منه مرة واحدة وللأبد".

×××

-اذا في اخطاء أملائية او لغوية علموني عليها ♥️

-أي ملاحظة ممكن تساعد كاتب مبتدئ؟

-اعرف انه قصير، لكن ما ابغى اطوله بأحداث ما لها داعي ويخرب :)

ماكسمليان: الذهان الكبريائيWhere stories live. Discover now