٦^ الفصل السادس ⋮ هدية

997 221 184
                                    

"انه توماس لارسون!" نطقَ ماكسمليان ما ان فُتح له الباب، لتتسائل شارلوت بملل "ما الذي حدث هذه المرة؟"

"لقد ارسل أشخاصاً لقتلي".

ذكرى وفاة اخته، وخبر خُطبة اخته الأخرى، كلام والده الذي لا يزال يتردد في عقله، واخيراً

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ذكرى وفاة اخته، وخبر خُطبة اخته الأخرى، كلام والده الذي لا يزال يتردد في عقله، واخيراً.. حقيقة ارينا بكونها ابنة لارسون.

كل هذا وقع عليه دفعة واحد لتصبح افكاره مشوشة، تداخلت ذكريات الماضي مع الحاضر، والآن هو يخرج من سيارة هولدر يركض مسرعاً بدون وجهة محددة..

أوصلته قدماه الى متنزه صغير، اتخذ احد المقاعد ليجلس عليه بينما ينظر الى بعض الصغار الذين يلهون برفقة آبائهم.. دائماً ما يبدو الغرباء خاليين من الهموم، على عكس من كان يتأملهم برفقة وحدته.

خرج الكثير من المتنزه ودخل غيرهم، وهو لا يزال جالس هناك بصمت وكأنه جسمٌ من غير روح.

تجمعي مع عائلتي مجدداً وفي هذا الوقت بالذات، وفاة كلاي والتقائي بـ ارينا، كل هذا من صنع يد الكاتب، لا يمكن لكل هذا ان يكون واقعي.

هل يتلذذ بالعبث في حياتنا؟ أم فقط من اجل حِبكة تُرفه عن جمهوره ليكسب بعض المديح؟ هو يتحكم بكل شيء لكنه لن يتمكن بالتحكم بي، سأتخلى عن حياتي وأخرج من روايته.

بقي هناك يفكر بطريقة خروجه من الرواية التي يظن انه يسكنها، حتى كاد اليوم ينتهي واقترب وقت منتصف الليل ليقرر العودة الى شقته والبدأ بتنفيذ خطته.

الهدوء عم شوارع الحي الذي يقطن فيه، وصل الى شقته المظلمة واخرج مفاتيحه لكنه لم يكن بحاجة لهم فقد خُلع الباب من مكانه.

ارجع المفاتيح الى جيبه وأشعل الأضواء ليرى ان المكان انقلب رأساً على عقب والفوضى تستحله، اكمل طريقه بينما ينظر لأغراضه وملامحه لا تُفسر لجمودها..

وصل الى غرفة نومه ثم توقف فجأة وعاد ادراجه بسرعة الى مكان الباب يبحث عن زوج الأحذية الزهري، وجدهم في مكانهم من غير ضرر بجانب حذاء صديقه كلاي ليشعر بالراحة، لا يمكنه فقدان الشيء الوحيد المتبقي من اخته روز.

ألتقط احذية روز وخرج من المبنى متوجهاً الى مكتب معالجته، حيث يكون منزلها بذات الوقت.

وصل الى مقصده وقام بالضغط على الجرس لتنهض شارلوت من نومها وتوجهت لتفتح الباب مع معرفتها بهوية القادم، ومن غير ماكس؟

تكرر الموقف كثيراً حتى اصبح روتيناً شهرياً، ستتفاجأ لو مر شهر من دون تَلبُسِه بشخصية سيندريلا ومجيئه بعد منتصف الليل.

"انه توماس لارسون!" نطقَ ماكسمليان ما ان فُتح له الباب، لتتسائل شارلوت بملل "ما الذي حدث هذه المرة؟"

"لقد ارسل أشخاصاً لقتلي"

سمح لنفسه بالدخول الى منزل شارلوت ذا الأثاث الكلاسيكي المتلون بدرجات اللون الازرق، توجه الى غرفة المعيشة ليجلس على احد الكراسي.

"وما الذي حدث ليجعلك تفكر بهذه الطريقة؟" ليخبرها بما حصل لمسكنه

"ولماذا رئيسك في العمل؟"

"أتتذكرين الحديث الذي سمعته في مكتبه؟ وعندما صادفت تلك الممرضة هناك؟ هو الذي قتل كلاي ويريد قتلي الآن، والممرضة اللعينة تبين انها ابنة السيد لارسون، لا بد انهما يعملان معاً!" اندفع بكلماته هذه وكأنه اكتشف خطة المؤامرة الماسونية العظمى..

"هل تقول لي ان توماس وابنته عصابة ما ويريدون قتلك كما قتلوا صديقك؟ هكذا وبدون اي سبب؟"

"ربما! لا يمكن لأحد معرفة افكار كاتبنا، لعله شخص مجنون وحسب ليبني حبكة كهذه، ولكن ما اعرفه ان هذه الأمور كلها ليست بمصادفة حتماً"

بينما هو مشغول بنظرياته، لا تفكر شارلوت بغير سريرها الدافئ وكيف تعود اليه بسرعة، لو كان طفلاً لأقنعته ببعض الحيل لكن هذا ماكسمليان ولا حول لها ولا قوة امامه فما عليها سوى ان تسايره..

"ولنفرض صحة كلامك وان هنالك كاتب يخطط لحياتك ويتحكم بها.. ولكن في الواقع كل شخص مسؤول عن قراراته وافعاله"

"اجل، ولهذا السبب اتخذت قراري بأنهاء هذه الرواية قبل ان تبدأ" قابلته طبيبته بوجه محتار، ليكمل موضحاً انه ينوي الأنتحار

"مهلاً، أليس موتك هو ما يريده الكاتب؟ ألم يكن يريد قتلك؟" قالت محاولة تغيير افكاره،لم يقاطعها وانتصت لما عساها تقول لتكمل "ان كانت رغبتك هي عدم الأمتثال لخططه فعليك التفكير بطريقة اخرى"

"هذا صحيح!"صمت للحظات ثم اردف:

"سأقدم لكاتبنا العزيز هدية افضل من موتي".

××××

-تتفقون مع ماكس بأن توماس هو اللي قتل كلاي؟

-رأيكم بالأحداث الى الآن؟ وايش هي توقعاتكم؟

ماكسمليان: الذهان الكبريائيWhere stories live. Discover now