٥^ الفصل الخامس ⋮ خَطيبان

1.2K 232 166
                                    

"١٦نوفمبر، ٢٠٠٧"

*في تلك الليلة الباردة، كانت سماء لوس انجلوس مُكتظة بالغيوم.. احد الملائكة قد غادر ارضها، ونجم وحيد تغيرت حياته للأبد.

××××

"١٦ نوفمبر، ٢٠١٩"

وها قد مرت إثنى عشر سنة على تلك الليلة، ولكن آثارها لا تزال قائمة حتى هذا اليوم، وقعها قوي ومدوي على ماكسمليان والذي يجلس في الشرفة بهذا الصباح المشمس؛ ينظر الى الناس المنشغلين في الأسفل، رجال الأعمال على عجلة من أمرهم وأصحاب المتاجر الذين بدؤا عملهم للتو..

ينظر لهم ويتخيل كيف يعيشون، يتسائل عن خطط الكاتب لهم وكيف ستكون نهاية رواياتهم. أما هو؟ فيخطط لِأن يكون شخصية مطموسة لا دور لها؛ بأبتعاده عن الصداقات والعائلة والجيران، جاعلاً من نفسه مختفياً عن انظار الناس والكاتب الذي يَمقُت!

وما قاطع جَلسة شفقتهِ على الناس غير اتصال والده الذي قابله ماكسمليان بأنزعاج يعلو مُحياه:

"تعال حالاً!" قالها السيد كوبر بصوت حاد ثم انهى الأتصال، لينهض ماكس بتملل ملبياً طلب والده المنقطع عنه منذ حوالي الأربع سنوات!

اللعين يظن انني سأتفاجئ بهذا الاتصال ولن أُجيب عليه او لن اذهب؟ أعتقدت إنه أذكى من ذلك.

نزل إلى باب البناية ليخرج وتتغير معالم وجهه الباردة إلى الدهشة، لم يستطع السيطرة على تعابيره للحظات، بسبب السيارة السوداء التي توقفت أمامه وما كان صاحبها إلا ارينا!

خرج رجل طويل القامة وذا بُنية جسدية قوية من مكان السائق ليفتح باب المقعد الخلفي طالباً من ماكس الدخول ليجلس بجانب سيدته..

"أنتِ! ماذا تفعلين هنا؟!"

"ادخل وسأشرح لك" قالت آرينا من الداخل بينما تنحني قليلاً لترى ماكسمليان

"لا اريد، لدي عمل اقوم به"

"انا اعرف مكان العمل الذي تريد القيام به" ردت مُقلدةً صوت ماكسمليان، ثم أردفت "أدخل بسرعة أنت تُضيع الوقت"..

أمسكَ به ذلك السائق من كتفه وقال بصوت شُبه تهديدي "تفضل، أدخل سيدي" لينفذ ماكس كلامه ويقول موجهاً كلامه للتي أصبحت بجانبه

"أجيبي الآن، ماذا تفعلين هنا؟"

"سنذهب إلى منزل عائلتك، ألست متوجها له؟"

"وكيف علمتِ بذلك؟ ولماذا تُريدين توصيلي؟ الرحمة، من أنتِ صِدقاً؟" قال بأنزعاج واضح فقد مَلَّ من رؤيتها بكل مكان ومن تصرفاتها التي لا تُفسر له ابداً!

"على رِسلِك! أرغب بمقابلة عائلتك لا أكثر"

"لماذا؟" تسائل لتجيبه وقد نَفذ صبرها كحاله تماماً " هل تعلم إنك كثير الأسئلة ومزعج للغاية؟ تبدو مُهيباً من بعيد ولكنك في الواقع طفلٌ كبير"

ماكسمليان: الذهان الكبريائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن