أنا مُحاصر داخل رواية، الناس لا يُصدقوني ولكِنهم أغبياء وحسب؛ يَسيرون خلف تعاليم ذلك الكاتب المجهول... لكنني لن أفعل، لن أجعل من الكاتب ينجح بما خططه لهذه الرواية!
-ماكسمليان، مصاب بالذهان الكبريائي يعتقد أنه يعيش داخل رواية!
•فازت بمسابقة حكاية ما...
تقف ارينا على عتبة باب معالجة ماكسمليان في هذا الصباح البارد؛ إستقبلتها شارلوت فقد حددوا الموعد مسبقاً..
دخلتا وجلستا بغرفة المعيشة لتبدأ شارلوت بسؤالها بعدما أحضرت كوبان من القهوة: "لقد علمت أنكِ التقيتِ بماكسمليان، كيف كانت ردة فعله؟"
صمتت للحظات بينما تستتذكر أول يوم للتقائهم، يوم مقتل كلاي"لقد.. كان طبيعياً إتجاهي، كأنه شخص غريب لا يعرفني".
"إذاً هو لا يتذكرك، ما طريقة معاملته لكِ؟"
"لم يكن كماكس الذي أعرفه في صغري، يحاول إبعادي دائماً، كما إنه يعتقد أن لي علاقة بمقتل كلاي! هل أخبركِ بذلك؟"
لتجيبها المعنية بالسؤال بإنها لا يمكنها الأفصاح عن كلام مريضها
"اذاً... هل هو حقاً لا يمتلك أيَّ ذكريات عني الآن؟" سألت ارينا بخوف آملة النفي
"لقد تشوهت ذكرياته منذ موت أخته، أنه يهرب من كل شيء، حتى من أفكاره. أستنكر الوقائع ونتيجة لذلك كوّن عقله نظرية وجوده في رواية لا في حياة حقيقية.. الكثير من الأشياء تغيرت بالنسبة إليه، ومن المحتمل أن ينسى صديقه كلاي ايضاً".
أستوقفت قليلاً ثم أكملت كلامها "لكن في بعض الأحيان، تعود له ذاكرته الحقيقية فجأة.. لم أره في تلك الأوقات، لكن ما أخبرني به كلاي أنه ينهار ويفقد نفسه لدقائق أو حتى ساعات، ثم يعود إلى ماكسمليان بطل الرواية الخيالية".
"ماذا عن واقعة موت روز؟ هل يعرفها؟"
"بلا، يعرف. إلا إن عقله يتهرب منها، كما جميع ذكرياته السيئة"
عندما أُجبرت ارينا على السفر من قبل والديها، كان ماكسمليان يشغل تفكيرها.. حتى عندما كبرت أرادت التواصل معه لكنها لم تستطع لمعرفتها بأضطرابه الذهاني، وكذلك منع كلاي لها معللاً ذلك برغبته في حماية ماكس.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
خرجت لتتوجه إلى المكتبة العامة المتواجدة في حي ماكسمليان برفقة سائقها هولدر، والأخير يعرف روتين ماكس جيداً، كونه يراقبه منذ سنوات بأمرٍ من ارينا.
وجدته يقرأ كتاباً ما، إقتربت منه بهدوء وجلست مقابلة له، ثواني قليلة حتى أبعد الكتاب الذي كان حاجزاً بينهما لتلتقي عيناهما.
