-غُربةُ الأجسَاد.

110 10 5
                                    


ها نحنُ في الثاني مِن أُغسطُس ،
لَقد رحلتِ مودعةً جسدي ،
دونَ مُقدماتٍ حتىٰ ،لا أزالُ تائِهً أبحثُ عنكِ ،
بِلهاثٍ و أنفاسٍ مُمزقة ،
أبحثُ عنكِ حافيَ القدميِن ،
علىٰ سطحِ أوراقِ كتاب ،
و ألوانُ الحبر الأسود لطخت قارعة الطريق ،و قاعة أقدامي ،أبحثُ عنكِ بكتابةِ أسطُرٍ أقرأُها أنا! ،
إن شيئاٌ يكتسِحُ صدري ،
هذا ليسَ حُزناً! ،إنهُ هالِكٌ و سرمدي ،
و لا أملِكُ لمكاتيبيَ الآن أوزاناً ،
فقدتُ قُدرتيّ علىٰ فتحِ جفونٍ مُشعة ،
لا أزالُ باهِتاً ،صامِتاً ،
ساخِراً ،بارداً ،مُعذباً بشكلٍ أدق! ،
هل يُمكنكِ الرؤية داخِل عيني؟ ،
إنهُ ثُقب روحيّ الأسود ،حيثُ أن كُل ما أشعُر بهِ أن جيوشَ نابليون تدُكُ داخِل رأسي ،
هُناك شيءٌ يسيِلُ مِن عينيّ ،و يتوغلُ في عضلةِ قلبي ،شيءٌ ساخِنٌ و يحرقُ دواخِلي ،
ليسَ عليكِ تصديقُ كُل هذا البرود في عينيّ! ،
إنها تشتعِلُ داخلياً ،و تبقىٰ غائرة في الفراغ ،
صُداعٌ رتيب ينقُر مقدمة جُمجمتي ،
و كأنها صفعاتُ الأفكار المُهمله ،حديثٌ مُزعج ،
أُريد أن تمضي الأيامُ ،ليس بهذهِ الطريقة! ،
كيف أستطيعُ إيجادكِ؟ ،
إنكِ مني! ،و أنا منكِ ،و لكننا مُنفصلان؟.
و لا أزالُ أتساءل ،كيفَ ترحلُ الأرواحُ عن الأجساد؟ ،
'لازِلتُ أبحثُ عنكِ يا رُوحيّ ،
و ها أنا أدركَتُ حقاً ما هي غُربةُ الأجساد!،
هل بإمكانكِ...أن تعوديِ؟.

-مريِم الجَوُزيِ.

- رَمقٌ مُدَنَّس.Where stories live. Discover now