الفصل السابع (الجزء الأول )

5.1K 118 9
                                    


الفصل السابع( الجزء الأول )....

_طنط فريدة!!!! تحدث جواد وهو ينظر إليها مصعوقاً من تلك المفاجأة....

لم تتعرف عليه فريدة وذلك بسبب الخوف على ابنتها وإلا لكانت عرفته فوراً...

تحدثت بصوت ممزوج بالبكاء:-
_ بنتى فين...

وها هى صعقة أخرى يتلاقها جواد ولم يستطيع التحدث أثر صدمته تلك...

انتبه يوسف للحوار الدائر بينهما فتقدم من تلك السيدة قائلاً:
_ ممكن اعرف حضرتك تقربى ايه للبنت اللى جوا فى العمليات...

_ بنتى اللى جوا دى ياقوت بنتى....

رفعت ياسمين رأسها بسرعة قائلة:
_ حضرتك فريدة والدة ياقوت...

انتبهت فريدة لصوتها الباكى ونظرت اليها قائلة:
_ اه... إيه اللى حصل لبنتى؟...

تقدمت ياسمين منها قائلة:
_ انا ياسمين صاحبتها اكيد كلمتك عنى... ولم تكد تنهى حديثها عندما تلقت صفعة قوية على وجنتها من فريدة...

صرخت ياسمين من هول المفاجأة والألم معاً....
_ انتى السبب بنتى فى العمليات جوا بسببك انا حاولت احميها طول عمرى وانتى هديتى كل حاجة بسببك بنت جوا بين الحيا والموت.... واقتربت منها فريدة بعدوانية قائلة : لو بنتى حصل ليها حاجة اوعدك انك هتشوفى أسود ايام حياتك وافتكرى دا كويس اووى...

كل هذا و جواد ويوسف لا يستطيعان التحدث فهى معها كل الحق فهى أم موجعة القلب على ابنتها ... ولكن جواد كان يفكر بشئ اخر وهو كيف لتلك المرأة أن تتغير بتلك الصورة الجزرية فهو يعلم كم هى طيبة القلب ولا تؤذى أحد كيف لها أن تكون بكل ذلك الغضب الذى يقدر على الفتك بأحدهم!!!!

كل هذا وهو مازال يتطلع بها لم تتغير مازالت فى ريعان شبابها باستثناء ذلك الإرهاق الواضح على وجهها... كيف لم يعلم أن تلك الفتاة ابنتها ربما لأنه لم يكن لديه الوقت الكافى لرؤيتها فهما لهم نفس العيون ونفس لون الشعر... واااه القطة فى الطريق! ففريدة أيضا تعشق القطط!!!....

قاطع ذلك الوضع المتوتر خروج الطبيب من غرفة ياقوت فكان أول من أسرع إليه فريدة....

_ دكتور بنتى كويسه؟

_ الحمد لله الخطر مش كبير عليها وأعتقد فى دكتور قبلى طمنكم بكدا... وهيه هتنتقل لغرفة عادية....

تنهدت فريدة قائلة:
_ الحمد لله يارب.... وتابعت سؤالها قائلة: طب اقدر ادخل ليها دلوقتى...

_ تقدرى بس شخص واحد بس....

دلفت فريدة بسرعة نحو الغرفة فوجدت ابنتها مُمدة على الفراش بأهمال... اقتربت فريدة منها ببطئ وهى تتطلع إلى ملامحها الشاحبة...

انطلقت صرخة خافتة منها وهى تنظر لحال ابنتها المسكينة تقدمت منها بهدوء قائلة: حبيبتى يا بنتى، ليه بيعملوا فيكِ كدا....

ظلت تُحدثها كثيراً دون أن تمل لعدم وجود رد من ابنتها الغائبة عن الوعى... استعادت هدوئها مرة أخرى عندما دلفت الممرضات إلى الغرفة....

_ لو سمحت احنا لازم ننقل المريضة لغرفة عادية ممكن تتفضلى برا...

_ حاضر...

خرجت فريدة من الغرفة حتى تسمح لهم القيام بعملهم وعند ذلك قد وجدت هؤلاء الأشخاص مازالوا بالخارج...

_ انتو تقدروا تمشوا انا معاها، وشكرا على كل حاجة فى الأول والاخر انتم اللى انقذتوها من الموت....

تقدم يوسف منها قائلا بحرج:
_ العفو... وبعدين ياقوت زى بنتى ياسمين بالزبط بالرغم انى مش اتعرفت عليها اوى بس باين عليها إنسانة محترمة وكويسة...

_ شكرا....

حاولت ياسمين التحدث معها ولكنها لم تقدر حتى الاقتراب منها.... شعرت فريدة بنظرات تلك الفتاة نحوها وهى مُنكسة الرأس فتقدمت منها قائلة بأبتسامة بشوشة:
_ انا اسفة يا حبيبتي انى اتعصبت عليكى بالطريقة دى، وانتى اصلاً ملكيش ذنب فى اللى حصل...

ارتمت ياسمين بحضنها قائلة:
_ والله يا طنط انا بحبك ياقوت جدا ومش عارفة ازاى حصلت معاها الحادثة دى....

ابتسمت فريدة على براءة هذة الفتاة فهى تُشبه ابنتها تماما... ساذجة وطيبة القلب....

_ خلاص يا حبيبتى مش تعيطى إن شاء الله هيه هتكون بخير...

_ أن شاء الله....

ابتعدت عنهم فريدة قاصدة خارج المشفى ويجول بعقلها سؤال واحد فقط كيف حدث ذلك الاصتطدام؟ ولماذا لم يوجد إلا ابنتها فقط هي من تأذت أين ذلك السائق فمن المؤكد أنه حدث له نفس الشئ!!!  فأتجهت فوراً نحو   الإستقبال قائلة:
_ لو سمحت فى حادث السيارة اللى وصل من ساعتين كانت كام إصابة؟

رد عليها العامل برسمية:
_ حالة وحدة بس يا فندم وهى حالياً فى العناية المركزة....

_ طب مين اللى وصل الحالة للمستشفى

_ كان سواق تاكسى قال انو لقا العربية مقلوبة فى نص الطريق ولما شاف المريضة بتتنفس جابها فوراً هنا...

_ تمام... شكرا..

خرجت فريدة من المستشفى وهى تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة منها من شدة الخوف إذا ما تشك به صحيح فأن ذلك الحادث مُدبر لأبنتها.....

_ طب معقوله يكون هو اللى عايز يأذى بنتى معقولة يكون مراقبها كل دا ومستنى الفرصة انها توصل مصر!!!!!

ظلت الأفكار تعصف بها يميناً ويساراً حتى سمعت صوت أحدهم من خلفها يقول:
_ فهمى هو اللى دبر الحادثة دى يا طنط فريدة....

نظرت فريدة بسرعة إليه وهى تشهق برعب من ذلك الشخص. .. فكيف يعلم ذلك السر!!! فتحدثت بتوتر:

_ انتَ مين؟

_ أنا جواد حفيد فهمى اللى دبر الحادثة در لبنتك وكمان قتل جوزك....

وها هو الرعب يتجسد أمامها مرة أخرى.. لعنت نفسها آلاف المرات لأنها هى من سمحت لأبنتها بالقدوم إلى جهنم مرة أخرى.... هى المذنبة الأن بحق ابنتها... هى تستحق كل ما يحدث

#يتبع
#هديل_هلال

ياقوتWhere stories live. Discover now