الفصل الثامن

6K 110 5
                                    


الفصل الثامن....

ابتسم جواد تلك الابتسامة المُهلكة التى تشتتها فحاولت استجماع أفكارها قائلة :

_ أنتَ عايز مننا إيه؟

نزع جواد نظارته الشمسية ذات الزجاج السماوي قائلا ً وهو ينظر لعينيها مباشرة:
_ عايزك يا ياقوت........

صُعقت ياقوت من تلك الإجابة المُميتة قائلة بضعف:
_قصدك إيه؟

_ عايز اتجوزك يا ياقوت....

لم تجد ياقوت السبيل لتلك الكلمات التى يجب ان تُقال بذلك الموقف، فكيف لها أن تتزوج أحدهم من مجرد مقابلة لا أكثر.... تلقى طلبة الرفض التام لعقلها وتبقى فقط البوح بما تريد، انتهزت هى ذلك الهدوء فتحاملت على نفسها لتستقيم من جلستها قائلة بنبرة واثقة وهى تنظر إلى عينيه بثبات...

_ طلبك مرفوض يا أستاذ جواد...

استقام هو الاخر من جلسته قائلا:
_ وممكن اعرف إيه سبب رفضك...

_ مش من حقك تعرف، انا رفضت عرضك المُغرى واتمنى إنك توافق على قرارى وتحترمه...

حك الاخر جبهته بملل قائلاً:
_ دا لما نكون فى البلد الفضيلة بتاعت أفلاطون عارفاها؟

تفهمت ياقوت مزحِه السمج قائلة:
_ باين عليك دمك خفيف خالص...

_ والله لو انا عجبك كدا نثبت على الوضع دا...

تيقنت ياقوت بتلك اللحظة انه بالفعل مجنون... وأنه لن يتركها لحال سبيلها أبداً...
_ عشان كدا كنت بتيجى دايما فى الفترة الأخيرة لماما؟ ولا انت اصلا مش جبتلها سيرة عن الموضوع وحابب تلعب بيا وخلاص!

اقترب جواد منها بغضب قائلاً:
_ مش انتى اللى ينلعب بيها يا ياقوت ، مش انتى اللى أفكر فى يوم أنى استغلها كام يوم انتى أغلى من كدا بكتير...

وكأن الهواء الذى حولها قد انسحب فجأة كانت تحتاج وبشدة أن تتنفس بهدوء... لاحظ هو ذلك الأحمرار الطفيق ببشرتها البيضاء فحاول قدر المستطاع ان يجذبها من تلك الحالة بقوله:
_ وعلى فكرة والدتك تعرف بأنى عايز اتجوزك، مش جواد المصرواى اللى يلعب بأى بنت ما بالك بقا لو من أهله! عن إذنك....

انصرف وهو يأكل الأرض بقدمه بسرعة حتى يبتعد عن محيط ذلك المنزل حتى لا يرتكب حماقة ما....

نظرت ياقوت إلى مكانِه الفارغ بصدمة هل فعلا والدتها تريد التخلص منها، هل هى عبء عليها لهذة الدرجة!!!! لماذا ألقت بها إلى شخص لا تعرفه ابداً!....

ياقوتWo Geschichten leben. Entdecke jetzt