الفصل الخامس

1.7K 69 7
                                    

دخلت (نيرة) إلى النادى تتلفت حولها بحثا عن (أمجد) ، تسبه سراً، فهو يعلم انها تكره الذهاب اليه منذ طلاقها تجنبا لملاقاة محبى الفضول المميت والقيل والقال، ومع ذلك أصر على تغيير مكان اللقاء دون أن يُبدِ لها أسباب
لمحته أخيرا يجلس باحدى الطاولات يداعب فتاة صغيرة لم يتعد عمرها الأربع سنوات، اقتربت منه وألقت حقيبتها على الطاولة اثناء جلوسها على المقعد، نظرت الى الفتاة بجواره وقالت متهكمة : اللى جابلك يخليلك
ابتسمت بوجه الفتاة مُكملة : بنت مين القمر دى ؟
ثم اتسعت عينيها بعدما دققت النظر بملامح الفتاة لتطلق شهقة قائلة : البت دى شبهك، انت اتجوزت وخلفت يا امجد من ورايا ولا ايه!!
لم يتعجب من رد فعلها، فهو يعلمها منذ الصغر، فنيرة رفيقة دراسته التى دافعت عنه بأول يوم له فى المدرسة التى نُقل إليها حديثا بعد قدومه من احدى الدول العربية، كان بعض الطلبة يحاولون مضايقته وأخذ اشياءه عُنوة، كان الطفل الوديع الذي لايُجيد التصرف بمثل هذه المواقف وهى من تصدت لهم كما قامت بالشهادة لصالحه لدى مدير المدرسة عندما وصل اليه امر احدى مشاحاناتهم
عاد من ذكرياته عندما انتبه للفتاة الصغيرة تعدو تجاه شخص ما، نظر إليها وجدها مدربة السباحة خاصتها، تهللت أساريره برؤيتها، إذن فقد نال ما اتى إلى هنا لأجله، ألا وهو رؤيتها
ترك نيرة جالسة بمفردها وتوجه إلى من اتى لأجلها، مد يده مصافحا اياها : ازيك يا كابتن سارة
وتعلل بالفتاة لفتح حديث معها : أخبار فرح ايه فى التمرين ؟
بادلته التحية وهى محتضنة الفتاة تقبل وجنتيها : فرح اشطر واحدة فى الفريق، وماشاء الله عليها بتتعلم بسرعة
ثم تلفتت حولها تبحث عن شخص ما، وعندما لم تجده توجهت إليه بالسؤال : هو كابتن يحيى فين ؟
لا يعلم لم يشعر بالضيق بسؤالها عن أخيه، ولكن عليه اجابة سؤالها : على وصول، هو بس كان عنده رحلة واتأخر شويه
امسكت بيد الفتاة مستعدة للرحيل ولكنها اخبرته قبل رحيلها : ياريت تبلغه انى محتاجة اتكلم معاه بخصوص فرح ضرورى بعد التمرين، عن اذنك
رحلت بصحبة الفتاة فعاد أدراجه إلى من كانت تلهو بهاتفها بانتظاره
وما ان جلس حتى قالت له بضيق : ما بدرى! هو حضرتك جاى هنا تسبل وقلت بالمرة اقابل نيرة هنا!
نظر اليها متهكما : وانا لو جاى اسبل هجيبك ليه؟ تقطعى رزقى مثلا!
نظرت اليه ضاحكة : لا دا انت شكلك واقع ع الاخر، قولى مين دى؟
أجابها قائلا : مدربة السباحة بتاع فرح
وعندما لفظ باسم الفتاة تذكرت سؤالها عن تلك الفتاة التى تشبهه كثيرا : اه صحيح، مين البنوتة دى؟
ابتسم قائلا : فرح بنت اخويا
لتسارع بسؤاله : امتى ؟
ليجيبها بعدم فهم لسؤالها : هو ايه اللى امتى!
ما لبثت أن انفجرت ضاحكة ليفهم حينها مزحتها ليرسم ابتسامة مصطنعة على وجهه : دا ايه خفة الدم دى! تصدقى خسارة فيكى الخبر اللي جايبهولك، ومعرض نفسى لمشاكل فى شغلى عشان واحدة بتألش ألش سخيف زيك
حاولت نيرة التحكم بنوبة الضحك التى داهمتها : طب خلاص حقك عليا، انا بس لقيتك متضايق قلت افرفشك شويه
نظر اليها مليا، فنيرة صديقته الوفية التى تشعر به دائما، فبالرغم من افتراقهم بعد المرحلة الثانوية، الا
أنهما ظلا على تواصل دائم، وزاد هذا التواصل بحكم عملهم، فهى الصحفية التى تبحث وراء الفساد وهو الضابط الذى يمدها بالمعلومات، ولكن عليها أن تُبقى مصدرها هذا سراً حتى لا يتأذى بعمله
لوحت بيديها أمامه : ايه! سرحت فى ايه؟
تنهد قائلا : بفكر انا مستحملك ليه، المهم خلينا فى اللى جايين عشانه
احترمت رغبته فى تغيير مجرى الحديث : ماشى، عالعموم انا موجودة فى اى وقت لو حابب تحكي، ايه بقى القضية الجديدة ؟
تحول مجرى الحديث بينهم الى رجل الاعمال الشهير الذى يرتدى قناع مُحب الخير الذى يسعى لمصلحة بلده وزيادة استثماراتها ويسعى جاهدا لدر الربح الاقتصادى إليها، صاحب الأعمال الخيرية الكثيرة، ولكن قليلون فقط من يعلمون أنها مجرد ستار لأعماله الأخرى المشبوهة
*******************************

نون حائرةWhere stories live. Discover now