الفصل السابع

1.5K 63 1
                                    


في فيلا يبدو على واجهتها الفخامة، ومن كثرة عدد الحراس أمامها يبدو أن مالكها ذو شأن كبير، كان يطالع جريدة الصباح ويبدو على ملامحه الانزعاج والغضب، رجل فى أوائل الخمسينات، خط الشيب فوديه وبعض الخصلات البيضاء تتناثر بين شعيراته السوداء
ألقى الجريدة بعنف على المنضدة أمامه متزامنًا مع نزول ابنه درجات السُلم ملقيًا عليه تحية الصباح : صباح الخير يا بابا
ألقى براكين غضبه بوجهه : وهييجي منين الخير طول ما إنت مش عارف تداري بلاويك
تأفف (كريم) وذهب تجاه والده : هو فيه إيه ع الصبح هو أنا لسه عملت حاجة
التقط (هاشم) الجريدة وألقاها بوجه ابنه بغضب : اتفضل شوف بلاويك
التقط (كريم) الجريدة ونظر إلى الصفحة التي كان يطالعها والده منذ قليل، ليبدأ بقراءة ما نُشر بها
" رجل الأعمال (ه. ب) الذي يسعى جاهدًا لعضوية مجلس الشعب والحصول على الحصانة ويغدق على الدولة بأعماله الخيرية ومشاريعه التي تفيد الشباب لم يضع في اعتباره أو ربما تناسى أنه يرعى أحد هؤلاء الشباب تحت سقف بيته ولكنه تغافل عن تربيته وتلقينه إحدى خطبه العصماء التي يلقيها على مسامع الشباب في لقاءاته، أو ربما لا يعرف شيئًا عن حياة إبنه و سهراته الليلية الماجنة، وإن كانت هذه هي الحقيقة فإنها الكارثة، فإن لم تكن على علم بحياة ابنك فكيف لك بملايين الشباب
                  بقلم/ نون   "

أنهى قراءة المقال ونظر إلى والده ببرود : هى مقالتش إسمك ولا إسمي، ليه الهيصة دي بقى كلها
ازدادت براكين غضب والده من بروده الذي يتحدث به : تصدق إنت معندكش دم، إيه البرود اللى انت فيه دا، إنت كمان كنت عايزاها تكتب أسامينا!
اقترح أحد الحلول محاولا امتصاص غضب والده : متقلقش أنا هعرف مين الصحفية دى واظبطها
حذره والده قائلا : ملكش دعوة بموضوع الصحفية دا، أنا كل اللى عايزه منك تلم نفسك شويه اليومين دول، أنا داخل على انتخابات مجلس شعب وعندي مصالح متعطلة عايز اخلص منها
رفع يده ملوحًا لوالده : خلاص تمام، أطير أنا بقى واوعدك هحاول معملش مشاكل تمس شغلك تاني
رحل تاركًا والده يتوعدها سرًا : شكلك مش ناوية تجيبيها البر يا ست نيرة……… ثم أردف متهكمًا : قال نون قال
*****************************

يتحدث (أمجد) على الهاتف ممسكًا الجريدة التي يتصدر الخبر صفحتها الأولى، يخبر من يحادثه مقهقها : دا زمانه شايط وهيولع، المقال جامد يا بنت الإيه
أخبرته (نيرة) التي كانت تحادثه على الجانب الأخر : تربيتك يا أمجد باشا، وبعدين هو لسه شاف حاجة دا أنا مخصصة سلسلة مقالات لبلاويه هو وابنه
تحولت نبرة صوت (أمجد) إلى الجدية : خدي بالك من نفسك ومتستهونيش به، هو مش هيعدي دا بالساهل
خرجت نبرتها ممازحة : يا بني أنا ورايا رجالة، ولا إنت إيه نظامك ؟
أجابها ضاحكًا : ولا أعرفك، أنا واحد لسه في عز شبابي وعايز ادخل دنيا
أجابته (نيرة) ممازحة : طب إيه نظام الدنيا؟ مش ناوي تحكي بردو ؟
تنهد قائلا : الدنيا مش حاسة بيا، هحكيلك بعدين، يالا هقفل عشان مااعطلكيش
أنهى (أمجد) حديثه مع (نيرة) لينظر إلى والدته التي كانت تطالعه بدهشة، فسألها مستفسرًا : خير يا ماما بتبصيلي كده ليه ؟
أجابته ممازحة : بحاول أعرف إيه الدنيا ؟
قهقه ضاحكًا لنبرتها : والله انتى عسل يا ماما
جلس بجانبها مقبلا وجنتها : لا بجد مالك مركزة معايا في المكالمة
تحولت نبرتها إلى الجدية : بصراحة أنا كنت معتقدة إن فيه حاجة بينك وبين نيرة، بس لما هي اتجوزت لقيتك عادي مزعلتش، ولما اتطلقت وعلاقتكم بردو مستمرة قلت إنك بتفكر فيها ومبينتش دا، كل يوم استناك تيجي تقولي عايز اتقدم لها بس الاقيك ساكت، هو انتو بجد مجرد أصدقاء وبس ؟
ضحك (أمجد) من كلام والدته : والله أصدقاء وبس، بنرتاح في الكلام مع بعض وبينا شغل، دا السبب، بس تعالي هنا هسألك سؤال و تجاوبيني بصراحة، هو أنا لو يعني كنت فعلا بحبها وجيت قلتلك إني عايز اتجوزها بعد طلاقها كنتى هتوافقي ؟
أجابته بتلقائية : وأنا إيه يخليني موافقش، البنت مؤدبة ومحترمة ونعرف اهلها كويس، فإيه المانع ؟
أجابها (أمجد) : يعني عشان مطلقة وكده
ضربته على مؤخرة رأسه ممازحة : دا اسمه تخلف، اللى يفكر كده يبقى محتاج مخه يتفرمت
ضحك (أمجد) : خلاص يا سمسمة هو حد قالك إن دا تفكيري! بس على فكرة بقى دا تفكير ناس كتير وأغلبهم ستات، وبعدين إيه بتضربيني عشانها دا أنا اللى ابنك على فكرة
قاطع حديثهم تحية الصباح التي ألقاها عليهم (يحيى)
أجابته (سامية) باسمة : صباح النور يا حبيبي، عندك رحلات النهارده ؟
هز (يحيى) رأسه نافيًا : لا أنا اجازة أسبوع، بصراحة فرصة أعوض (فرح) عن غيابي واشوف مشكلتها لأن كلام (سارة) قلقني جدا
اقترح (أمجد) : طب ليه متفكرش تتجوز تاني يا يحيى وتجيب واحدة تكون أم ليها
نظر إليه (يحيى) : وأنا ليه اجيب لبنتي مرات اب تعقدلي البنت زيادة
ثم تنهد قائلا : أنا فعلا هحاول أشوف دكتور نفسى واللى فيه الخير يقدمه ربنا
***********************************

نون حائرةWhere stories live. Discover now