إعتقها!

91 15 32
                                    

- من هو جونغكوك؟
سألتني لتردينا لحوارنا، ذاك الذي أصبح جوه خانقا بعد إذ طرحت آخر أسئلتك فتجنبته. لا أدري كيف تجاوزت كل تلك السنين وحيدا إسميرالدا و لا أحبذ الحديث عنها فاعذريني.

- جون جونغكوك، ولد و آخر أنفاس صيف السابع و التسعين بالقرن الماضي، جاء من حيث تشرق الشمس حيث تغرب و هو ابن الثامنة عشر. طالب في كلية الإعلام لكنه لا يزاول دراسته حاليا بيد أنه تخلى عن كل شيء و مقته.

قلتِ و قد ابتسمتِ: إذن سنرى يوما ما الصحفي جون!

بادلتك إبتسامة ساخرة و هززت رأسي نافيا: لا أظن.
فرددتِ بحزم: لكني متأكدة من هذا!

هززت كتفاي غير مباليا، لتقولي بعدها: لماذا تحب الجلوس في السحر وحيدا؟

- أنا و السحر كغصنين متفرعين من ساق واحد، أشعر و كأني ألتقي بروحي في السحر فهو يحمل كل صفاتي، مظلم و حزين و صادق. السحر لا يعرف خداعا إسميرالدا. كل بكاء في السحر هو حزن قاتل و كل بسمة فيه نابعة من القلب. السحر مرادف للحقيقة التي أبحث عنها و لم أجدها بعد.

السحر يا إسميرالدا هو نقطة إلتقاء الأبد و الأمد. فيه تلتقي البدايات و النهايات، بدايات صبح و نهاية ظلمة. السحر ساعة الإعتدال بين الضياع و الرشد. و لأني ضائع رغم رشدي فأنا أحبها.

- هل تعلم يا جونغكوك لماذا لفتت نظري؟
سألتني يا إسميرالدا سؤالا لطالما وددت أن أطرحه عليك، لماذا أنا؟

قلتِ: كل من مروا بحياتي في ساعات السحر كانوا إما سكارى أو أولئك الفطريات التي تعيش على هيئة بشر، وحدك من كنت هادئا في وسط تلك الفوضى و جلست للدنيا لتحاكيها لا لتسخط عليها.

لفتى بعمرك و وجهك أنت مختلف بطريقة كبيرة عن غيرك، أنت كالآثار جميل و غال تحت طبقات من الغبار و قليلون من يدركون قيمتك، تدفنك الحيرة لكنك لا تزال قيما و تصرخ بالأصالة، أنت الإستثناء جونغكوك و إن لم تدرك هذا بعد.

آنها لم أدرك كيف رأيتِ فيّ الإستثناء من بين أقراني، ثم حين أحببت أدركت أنك لم تريني بأعينك بل بروحك، روحك تعرفت على خاصتي قبل أن أدرك الأمر حتى، روحك أوقعت بخاصتي و حين افقت من غفلتي كنتِ قد رحلتِ بك و بي و تركتني هيكلا حيا دون روح.

من بين الصمت و في صفحة السماء حيث كنا ننظر التفتت ناحيتك و تمعنت فيك تحت ضوء القمر، لا أزال أتذكر كل تفاصيلك آنها. كنت تتكئين بأيديك على الكرسي كأنك تسندين جسدك بهما للنهوض. ارتفعت رقبتك و مال رأسك فانحنى شعرك حاضنا خصرك. و على عادتها لمعت عيناك بحكايا النور.

إسميرالدا، أنت لست أجمل أنثى في هذا الكون، لكنك آنها كنت متربعة بجمالك في كفة و كل النساء في كفة أخرى، هذا من منظوري فقد أدركت أنك لا ترى الجمال حتى تحبه و إن أحببته فسيكون أجمل ما ترى.

ذات سَحَر Where stories live. Discover now