أنتِ لي و أنا بك

140 13 49
                                    

اقبلتِ تسيرين الظلام خلفك نورا و خطواتك خيل لي أنها تنبت زهرا كلما رفعتها، بدت و كأن الأرض تعانق زهرتها الأجمل تعيقها عن التقدم نحوي أنا المحكوم عليه أن يعدم بجمال ما يرى، ثم حين تنفصل جذورك عن الأرض تطرحين بذورك فتصير بدورها وردا يزين دربك، و كأن الطبيعة تحتفل بعبورك.

أتسائل، كيف شعورك و أنت على هذا القدر من الجمال؟ كيف لك أن تكتنزي صفات الرقة و طيب الكلام؟ كيف تأسرين قلبا و تسلبين لبا كان حكم عليه منذ الأزل بالظلام؟ كيف رزقت إياك؟

جمال ثغرك الباسم يتضح كلما اقتربتِ، أشعر بكل خلية في تصرخ: هلمي! أقبلي ليضيء السحر! الرعشة تحتل جسدي مع كل وقع من وقعات خطواتك. و ريحك، عطرك ذاك يحتل جوي و يحيط به ثم يغزوه أيما غزوة، كأرض حصنتها أمنع القلاع ثم و بريحك تلك سقطت حبا و طواعية.

عيناك حكاية أخرى من حكايات الليل و أجملها، نور على نور، كيف لك أن تجمعي زرقة البحر و تخلطيها بماء النجوم؟ ماذا تركت لغيرك من البشر!

الريح تعبر بجنبك و أنت تتقدمين نحو جسدي الواقف بطاقة إكتسبتها من نار لقياك و حطبها ذاك كان شوقي. أكاد أجزم أن الريح يحني رقبته كلما مر بجنبك ثم حين يتعداك يسترق النظر نحوك بأنفاس متقطعة هي تلك النسمات التي تبعثر خصلاتك في كل مكان.

السحر يحتضننا، هذا الوقت من الليل و جوفه. أين بدأت حكايتنا في أحد مراته، ذات سحر لقيتك غريبا و مغتربا و هذا السحر ألقاك كما يلقى ذاك المغترب وطنه، كما تجد الروح نصفها حين تغادر كل ليلة للسماء وجدتك، و كما يجد قلبي عند خاصتك مفتاح أصفاده فيتوقف عن وحشته تلك و يأنس بك.

توقفتِ على بعد متر أو أقل لكني كنت أشعر بك في الغرفة الوسطى من قلبي، كنتِ أقرب من أي وقت مضى و كأن قلبي بيتك، و كأنك تملكين عتبته و إن ابتعدتِ. لهذا سرت نحوك عل قلبي يفتح أبوابه لي فيضمني و إياك بداخله فهذا الفؤاد بك و لك.

وصلتك و طالعتك كما لم أفعل يوما، لم أخش أن أنظر في عينيك هذه المرة و رحبت بغرقي كورقة تذوب في ملح مياهك، ذبت فيك و انحللت في حبك حتى بلغ سيلي زباه ففضت بك. و تعمقت نظراتي و هي تجوب تقاسيم وجهك الجميلة فنظرت نحوك بشغف رسام أكمل أعظم أعماله، و كان حبك أعظم أعمالي.

ثم رست عيناي على خاصتك التي تطالعني بذات النظرة التي تعتلي خاصتي، و أحاطنا الدفء من كل جانب. و إن كنا نضع مسافة بيننا إلا أني شعرت بأرواحنا تتعانق بأنس بث في قلبي كما من الطمأنينة أغلقت على وقعها عيني أحفظ ذكراها لترتفع شفتي في ابتسامة هادئة كهدوء الجو حولنا.

على هيئتي تلك فتحت ذراعي أدعوك بتردد و لأصدقك القول كنت أريد أن أشعر بك لأتأكد من أن ما أعيشه ليس حلما، أني لم أمت بعد و هذه ليست جنة النعيم. لكن النعيم سكن ذراعي حين ألقيتِ بجسدك ضد صدري و حاوطت جذعي بأذرعك بإحكام.

ذات سَحَر Where stories live. Discover now