26~نِصْفُ الْحَقِيقَةْ..!

1.8K 141 327
                                    


قراءة ممتعة🖤

﴿لَرُبَّمَا أَنَّكَ بَاحِثٌ فِي الْأَغْصَانِ عَمَّا لَا يَظْهَرُ إِلَّا فِي الْجُذُورِ!﴾

- جلال الدين الرومي.


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

جرجر خطواته المثقلة نحو غرفته...انه لا يفهم ما يحدث!

شعورٌ غريبٌ يراوده حول الجميع دون إستثناء، وحدسه يخبره بأن شيئاً مخفيّاً عنهم.

جلس على حافة فراشه بعينانِ لم تفارق الفراغ...هل ما سمعه للتو مرتبطٌ بما أخبره به والده؟!

لقد مرّ صدفةً من أمام غرفة شقيقه، فسمع ما دار بينه وبين ايرين.

هو لم يعد جين المبتهج كما الحال فيما سبق، بل بات كثير الشروذ والتخمين دون أن يشعر حتى!

ما سمعه يؤرقه كثيراً، خاصةً بعد الذي حدث قبل لحظات...والذي سيسمعه لن يكون أفضل، فهو قد صمم على البحث ومعرفة كل ما يجري، ولكن في صمت...

_______________________

شعرت ايرين بالضيق في غرفتها، كما لو أنّ الأكسجين قد سُحِبَ منها!

تقلبت يميناً وشمالاً في سريرها بحثاً عن النوم، ولكن على من تكذب! هي لا تنفك عن التفكير بوالدتها وبسرها الدفين معها.

حتى وبعد محادثتها لهيري عبر الهاتف قبل دقائق من الآن لم تتمكن من النوم بسلام.

إتفقت مع تايهيونغ على شيءٍ ما، ألا وهو الذهاب الى بوسان غداً صباحاً حتى يبحثا عن دليلٍ يقودهما الى الحقيقة...ربما.

تنهدت بإنزعاج بعد فشلها في إستقطاب النوم، لتستقيم من فراشها مرتديةً كنزتها المفتوحة الطويلة فوق فستانها الذي يصل لمنتصف ساقيها، ورغم برودة الطقس إلا انها لم تكترث!

وجهتها معلومةٌ بالطبع...فالجلوس قرب فكتوريا يجلب لها السكينة ويشعرها بالأمان.

وطأت بقدميها أرضية الإسطبل الخشبية، لتصدر صريراً خفيفاً، تقدمت نحو حظيرة فكتوريا وهي تفرك ذراعيها طالبةً الدفئ الى أن وصلت إليها.

فتحت بابها الصغير، ودخلت لتبتسم بهدوء ما إن رأتها...باتت تدرك انها من عشاق الخيول وبشدة.

جلست القرفصاء ومسدت شعرها الأبيض بحنية قبل أن تتمتم بخفوت:
- فكتوريا...ألم تنامي بعد؟ لم أستطع النوم أيضاً، أنا...أنا تائهة! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل حتى أعيش بسلام؟!

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of Masksحيث تعيش القصص. اكتشف الآن