40~أُمِّي...هَذِهِ حِكَايَتِي

2.2K 122 689
                                    


قراءة ممتعة💚

﴿لَا أَنْدَمُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ دَخَلَ حَيَاتِي، فَالْمُخْلِصُ أَسْعَدَنِي، وَالسَّيءْ مَنَحَنِي التَّجْرُبَةْ، وَالْأَسْوَأْ كَانَ دَرْساً لِي، أَمَّا الْأَفْضَلْ فَلَنْ يَتْرُكَنِي أَبَداً﴾

- كيم تايهيونغ.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

بعد مرور ثلاثة أشهر...

[الواحد والثلاثون من شهر أيّار...مقبرة سيول الكبرى]

جالسٌ بجوار قبر والدته لِما يقارب الساعتين.

يحدق في صورتها ويروي لها حكايته المليئة بالمشاعر...الفرح والحزن، الراحة والألم، الضحك والدموع، وأخيراً الحب والكره.

ورغم أنّ قلبه لا يعرف للكره معنى، إلا أنّ الظروف أجبرته على تصور ذلك...هو لم ولن يكره أحداً في حياته.

تارةً يضحك حينما يحدّثها عن مقالب أصدقائه المرحين، وتارةً تبهتُ ملامحه وترسم الإنكسار لألم فقدانها، وتارةً أخرى يبتسم بإنشراح لإستحضار سيرة محبوبته التي ستصبح زوجته رسمياً إبتداءً من الغد.

وعلى حين غرة، ترقرقت عيناه بالدموع وأبى الشجون أن يهجر صوته الواهن:
- غداً هو يوم زفافي، تمنيتُ لو كنتِ معي وشاركتني أسعد لحظاتي، تمنيتُ لو كنتِ من يعدّل لي ربطة عنقي ويربت على شعري ويمطرني بكلماتٍ تشجعني حتى أجتاز توتري...كأي أُمٍ تفرح لإبنها في يوم زفافه، ولكن...كلمة يا ليت لن تحقق أماني كل الراغبين في حضور القدر وسلطته.

مرر كفه ببطئ على نقش إسمها، ثم مسح دموعه قبل أن تنساب وتُظهر إستياءه أمامها.

وسرعان ما إبتسم وأضاف:
- أمي...أعدكِ بأني سأزوركِ دوماً لأروي لكِ تفاصيل يومياتي كما لو أنكِ بيننا.
هذا مريحٌ حقاً...لطالما أخبرتني ايرين أنّ محاولة التحدث مع أحبائنا المفقودين سيشعرني بالراحة والإطمئنان.

إستقام بعد ذلك نافضاً بنطاله من الأتربة، وقبل أن يغادر وضع باقةً من أزهار التوليب على ثراها.

أعاد بسمته الهادئة الى ثغره وقال:
- علِمتُ من أبي أنكِ كنتِ تحبين هذه الأزهار كثيراً...كخالتي سوجين تماماً.

ثم همّ راحلاً في ساعات العصر الأخيرة، وأسفل شمس أواخر أيار الدافئة والشاهدة على هذا الوعد اللطيف بين إبنٍ مشتاق وأُمٍّ راحلة.

وعن أبٍ حنون وإبنةٍ قد ورِثت ذات الخصلةِ عنه...كان السيد سانغهيون يجلس أمام نهر الهان برفقة ايرين التي تتخذ من فخذه وسادةً لها.

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of Masksحيث تعيش القصص. اكتشف الآن