من دون عنوان

باندورا

في اليوم العالمي للمرأة

باندورا

هي المرأة الاولي في الثقافة الاغريقية و المعادل لشخصية حواء في الديانات السماوية .. و تحكى الأسطورة أن ...

لقد سرق بروميثوس النار من جبل الآلهة الاولمب ليهديها للبشر و يغير وجهة البشرية كلها لتبدء عهد من الحضارة .. و بعد أن كان الفتي المدلل لدي سادة الاولمب صار رمزا للمغضوب عليهم فلاحقه زيوس اينما كان لتحل به اللعنات ..  و كان عقابه جديرا بأن يذكر للابد .. دبر له زيوس أن يعلق بين جبلين ليأتي طائر رخ عملاق و يأكل كبده و في الليل ينبت له كبد جديد لتعاد تلك المأساة يوميا .. الي ان اتي هيركليس و خلصه من هذا العقاب الشنيع ...

لم تبرد نار زيوس لما قد فعله بروميثوس و لكنه اعد عقابا علي مهل و بمنتهي الاتقان ..

و كما تروي الاسطوره كانت الارض يسكنها الرجال فقط ... فخلق زيوس باندورا المرأة الاولي  .. و معني الاسم " هذه التي منحت كل شئ" ... و لقد وضع فيها الجمال و السحر و الجاذبية و الذكاء .. و ارسلها الي بروميثوس كهدية الذي تشكك منها و لم يقبلها لعلمه نوايا زيوس الانتقامية .. و لكن ابيميثوز اخى بروميثوس كان قد وقع في سحر باندورا و جمالها قتيلا .. حذره بروميثوس من الاقتراب و لكن ابيميثوز كان قد فتن تمام و تهاوي في احبالها الي ان تزوجها ..

كان العالم مثاليا لا يعرف الجهل و المرض و الجشع و الأنانية لا يعرف الشر .. كان لازل الكون بكرا .. طفلا لم يتلوث بعد بنفاق و جشع و ظلم الكبار .. الي ان ارسل زيوس صندوقا من ذهب الي ابيميثوز كهدية لهذا الزواج ..

حذر بروميثوس اخيه من فتح الصندوق مهما كانت الاغراءات .. هو يعلم أن زيوس لا يريد لهم خيرا و اذعن الاخ لاخيه و قرر عدم فتح الصندوق مطلقا ..

الا أن باندورا كانت تتحرق شوقا لرؤية ما بداخل الصندوق .. تحولت حياتها لجحيم فهي لا ترى سوى الصندوق أمامها ليلا نهارا كانت في حيرة شديدة من أمرها ما بين اوامر زوجها المشددة بعدم فتح الصندوق و فضولها الذي يقتلها كل لحظة .. الي ان اتي ذلك اليوم الذي قررت فيه ارواء ظمأ فضولها لتفتح الصندوق و يخرج منه كل روح شرير .. الظلم و الكره و الاستبداد و الحسد و الطمع و الامراض و القسوة .. و لكن تبقي روح واحد بداخل الصندوق لم يخرج ابدا .. الامل .. باندورا حواء اجمل مخلوقات الكوكب و سر سعادته و تعاسته في الان ذاته ..