الفصل السابع عشر

9K 264 5
                                    

وصل الفصل أخيراً

رواية أنا والمجنونة
الفصل السابع عشر :
لم ترى مهجة وجه جلال منذ آخر لقاء لهم وهذا ما أشعرها بالضيق ، لقد جاءت لها سعاد بالطعام هذا الصباح بناءً على أوامره هو .
عاد جلال من دار منصبه الجديد إلى منزله ، ولم يجلس مع أبيه أو والدته إنما صعد إلى منزله على الفور .
وفي رأسه أفكاراً شتى ومن أهمهم مهمته الذي لا يفكر إلا بها ، أخرجه من شروده ، صوت هاتفه .
فكان صديقه شريف الذي يتواصل معه من فترة إلى أخرى ، من أجل مهمته وأبلغه جلال بما يحدث .

كانت مهجة تستمع إلى صوت باب المنزل وهو يُفتح فقالت لنفسها : أهوه جه أهوه يا ناس حد يقوله كفاية كده ظلم ليه .
كانت تنتظر أن يدخل عليها لكنه تجاهل وجودها كعادته ، شعرت أنها في هذه اللحظة ، تريد الفرار من هذا المنزل وأن تهرب منه إلى الأبد .
بعيداً عنه حتى لا تراه مرةً أخرى ، ولكن كيف وعقد زواجهما التي ارتبطت به معه ، ومهمته التي لن تكتمل من دونها .

دلف جلال إلى غرفته وقام بتغيير ثيابه ، وتمدد على الفراش مفكراً في الحفلة الذي سيذهب إليها غداً وبصحبة من زوجته ومصيبته الكبرى الذي يخشى من تعاملاتها مع هؤلاء الناس .

تنهد بضيق وهو يتذكر آخر كلماتها معه متذكراً عينيها وهي تحدثه مالم ينطق به لسانها ، تأفف قائلاً بضيق : ماشي يا مصيبة إنتي .

صُدمت نوال أكثر من كلمات ياسين وإلتجم لسانها ، فهذا هو ياسين لقد تجرأت عليه أكثر من مرة ، من غير أن تعلم أنه هو .

ولكن ها هو يقف أمامها ويهينها أمام والدته بشدة ، شحب وجهها وهي تحدق به بصمت مذهول ، حزين ومشاعر أخرى شتى تشعر بها ، فنطقت الأم قائلة باستغراب : إيه ده يا ياسين يا بني ، إنت تعرف نوال ولا إيه من قبل كده .
تجهم وجه ياسين قائلاً لها بسخط : إنتي إزاي يا ماما تدخلى الأشكال دي بيتنا ، اتسعت عينيّ والدته بصدمة قائلة باستغراب : عيب يا ياسين إيه كلامك ده ، فيه حد يقول كده بردو .
فقال لها بضيق : أيوة هأقول واتكلم عادي ، لما تدخلي واحده زي دي بيتنا كده وتقعديها معاكي كإنها مننا كمان .

شعرت نوال أنه سيغشى عليها في الحال من كثرة كلماته المهينة لها والتي شعرت بجرح شديد لكرامتها وداخل قلبها الذي يتألم مما يلاقيه هذه الأيام من صعوبات ويأتِ هو ويزيد الأمر سوءً ، ولم تستطيع الرد سوى بأنها تحجرت الدموع داخل مقلتيها .
فقالت له والدته بحنق : ياسين كفاية إيه الكلام الفارغ ده عيب عليك البنت في بيتك .
عقد ذراعيه أمام صدره بكبرياء قائلاً لها بسخرية : عيب دي تتقال علشان بنت محترمة لكن دي ...... قاطعته والدته قائلة له بغضب : إوعى تنطق تاني بكلمة زياده فاهم ، نوال أنا اللي ندهتلها ودخلتها البيت علشان هيه عروستك اللي منقياها ليك من قبل ما تيجي من سفرك .

ابتسم بتهكم غير مصدق ما يسمعه ، مشيراً لها بيده قائلاً لها بسخرية : مين دي اللي عروستي يا ماما ، إيه الكلام العجيب اللي بتقوليه ده .
هبت نوال معترضة ، واقفة بقدمين ثقيلتين كالحجر ، من كثرة ما سمعته من إهانات لشخصها ، غير شعورها باليُتم الشديد في هذه اللحظة ومن فقدانها لمهجة زادها هذا الإحساس ، لمعت الدموع بعينيها وهي تستمع إلى كلماته المهينة المتوالية .
صاحت به والدته قائلة بانفعال : إطلع بره يا ياسين دلوقتي .... فأشار إلى نوال بحدة قائلاً لها بتهكم غاضب : بتطرديني علشان خاطرها يا ماما .
فقالت له بحدة : أيوه …. بقولك إطلع بره ..... لكن ياسين ظل واقفاً يتمعن في وجه نوال الشاحب من الإهانات الكثيرة التي توجهت إليها منه وقال لها بتحدي أكثر : آسف يا ماما مش هطلع بره ، ومش ناوي أسمع كلامك علشان واحده متستهلش .

رواية أنا والمجنونةWhere stories live. Discover now