الفصل السادس والعشرون

9.2K 254 3
                                    

وصل أخيراً الفصل معلش تليفوني بايظ لدلوقتي والله

رواية أنا والمجنونة

الفصل السادس والعشرون
تسمرت مهجة من مكانها تحت الشجرة ، متسعة العينين بذهول وذعر شديدين ، تطلعت إليه بأعينً جاحظة  فاغرة الفم ، فاهو يأتي فارسها وفارس أحلامها على جواده مهرولاً به من بعيد ، بطريقة مختلفة ، عكس ما كانت تحلم به الآن .
تكاد ملامحه تتحول إلى قطعة من النار تريد الانفجار بي وجهها ، فأسرعت تقول لنفسها بهلع  : جالك الموت يا تارك الصلاة .

ارتجف قلبها مع كل خطوة يخطوها وهروله يهرولها الجواد منها ، حاولت منع نفسها من هذا التجمد التي تشعر بها وخاصةً أنه قد قارب منها بكثير ، فأسرعت تحاول جذب نفسها من مكانها .

ركضت باتجاه والده لعله يدافع عنها أمامه ، لكن قلبها يكاد يتوقف عن النبض وهي تجد نفسها محملة بيدين قويين ويجلسها أمامه على أعلى الجواد .

كتمت شهقة صدمة كادت تخرج من فمها ، ومن صدمتها التي تشعر بها الآن وأنفاسه الغاضبة ، الحارقة التي تشعر بها بجانب أذنيها، اترتعد جسدها كثيراً لما سيحل بها، وعليها أن تفعل شيئاً لتنقذ نفسها من غضبه ، لكنه لم يمهلها كثيراً للتفكير ، إذ أسرع بها ناحية الدار ، دون أن تتفوه ببنت شفه .

وصل بها جلال إلى الدار، مترجلاً هو أولاً من على جواده، ثم حملها بين ذراعيه كالريشة الخفيفة الطائرة في الهواء، من على ظهر جواده .
كاد أن يحملها ويدخل بها إلى داخل المنزل ، لكن خوفها منه ، لم يتركها تهنأ بين هاتين الذراعين إذ انتزعت نفسها من على ذراعيه ، راكضة إلى الداخل .

أسرع جلال خلفها وهو في قمة غضبه منها ، مما جعلها تسرع في الركض ، من سوء حظها العاثر، أنها لم تجد والدته هذه المرة .

شعرت بالهلع أكثر ، فأسرعت تركض إلى منزلها بالأعلى ، دخلت إلى غرفتها وقلبها ينبض بعنف مع ارتعاد جسدها ، أغلقت خلفها الباب بسرعة .

وقفت تستند إلى الباب لا تعرف كيف تتصرف في هذه المصيبة الجديدة التي أوقعت نفسها بها هذه المرة بسبب تصرفاتها الحمقاء.

استمعت لصوت خطواته الغاضبة بالخارج وظهر في صوت إغلاق الباب ، أغلقت عينيها بسرعة مفكرة ، فسارعت إلى الإختباء تحت الفراش في غرفتها .

فتح جلال باب غرفتها بعنف صائحاً بإسمها ، فقالت لنفسها : إوعي تردي يا مهجة إعملي نفسك من بنها ، ده العمر واحد يا ختي .

صاح جلال بها مرةً أخرى ، وهو يضم قبضتيه بعنف ، قائلاً لها : إنتي يا اللي اسمك مهجة إنتي ، تعالي إهنه بسرعة .
لكنها شجعت نفسها على عدم الرد عليه، مرة أخرى وهي تقول لنفسها : لا يا مهجة اثبتي المرادي هيقتلك يعني هيقتلك ، ده صعيدي ومخه حجر ، ده غير إني مسبباله في مصايب كتيرة قبل كده .

رواية أنا والمجنونةWhere stories live. Discover now