الفصل الثاني والخمسون

9.9K 352 68
                                    

أخيراً وصل الفصل المولع  أنا آسفه على التأخير عايزة أحسن تفاعل

رواية أنا والمجنونة

الفصل الثاني والخمسون:- العشق المدمر

تعالت صرخات وصيحات قلب أم ملتاع الذي انشق وسط صفوف الرجال ناحية الجثمان الميت في تابوت وموضوع فوقه علم مصر.

فأفسحوا لها الطريق بتلقائية…. فشقت طريقها وصوت صرخاتها تتعالى وتناديه بلوعه.
انحنت فوق التابوت تضمه إلى صدرها بلهفة قائلة بعذاب مرير:- يا حرجة جلب أمك عليك يا ولدي…. آه من مرار الأيام اللي جايه من غيرك ياعمدة…. إزاي هعيش من غيرك جولي يا ولدي إزاي هينهالي بال من غيرك.

جاء يحيى لينهضها من فوق التابوت…. منعه والده بإشارة من يده باكياً هو الآخر بين جميع الحاضرون…. فهناك مجموعة من رجال الأمن يحضرون الجنازة ومن بينهم شريف... ليثبت للجميع أنه بالفعل مات.

ومجموعة أخرى من الصحفيين حضروا المشهد، يلتقطون بعض من الصور لنشرها في الصحف والإنترنت... ليزداد انتشار الخبر
وقف جميع أهل بلدته متأثرين بوفاته… والبعض منهم يبكي عليه بشدة.
أما والدته جاء يحملون التابوت من تحت ذراعيها صرخة قائلة  بعذاب: لاه سيبهولي شويه اشبع منيه جبل ما تاخدوه مني وتدفنوه في التراب…!!!

فانحنى يحيى باكياً نحو والدته قائلاً بوجع: خلاص يا اماي متعمليش اكده…. فهتفت به: لاه بَعد عني… لازم كلاتكم تبعدوا عني… وتسيبوني مع ولدي… هملوني معاه لوحدي.

ثم احتضنت التابوت مردفة بلوعة: جوم يا ولدي… جوم أسلم عليك وأشوفك للمرة الأخيرة بس... داني اتوحشتك كتير جوي جوي.

جوم وجولهم إنك عايز تشوفني آني كمان جبل ما تمشي وتهملني لحالي....جوم وجولي اتوحشتك يا اماي... لاه يا ولدي متهملنيش لحالي وياهم.. خدني وياك آني كمان... وأغشي عليها فوق التابوت فحملها يحيى مسرعاً وهو يهتف بلوعة بها.

ازاداد بكاء الحاضرون حتى اسماعيل الذي كاد أن يغشى عليه هو الآخر فأسنده إثنان من الرجال وهو يرى الجميع يتسابق في حمل الجثمان إلى المسجد للصلاة عليه.

وقفت نور بقلب موجوع تراقب والدتها وهي نائمة بعد أن أعطاها يحيى حقنة مهدئة لأعصابها.
قائلاً لنور باهتمام: خلي بالك من أمي زين وراجبيها…كويس جوي فمسحت دموعها قائلة له: حاضر يا اخوي.

تركها يحيى وأسرع للحاق بالجنازة…. واتجه للمسجد للصلاة على شقيقه.

وقف الرجل مزهوا وهو يراقب شاشة التلفاز… من جنازة جلال المزيفة التي تم تصويرها ونزولها ببث مباشر من داخل مدافن العائلة.

قائلاً: مش قولتلك اننا موتناه علشان تبقى تصدقني... واشار ناحية الشاشة بفخر.

فقال الآخر باطمئنان: أنا بقى كده ارتحت….لما شفنا الدفنى بعينينا…. ثم صمت برهة قائلا بعدها: طب والبنت عرفتوا عنها أي حاجه.

رواية أنا والمجنونةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz