الفصل الثاني والأربعون

10.8K 292 41
                                    

وسع وسع فصل ضرب النار وصل
رواية أنا والمجنونة
الفصل الثاني والأربعون:-
حاولت نوال أن تهبط من بين ذراعيه صارخه به بخوف وقلق من نظرات التهديد والخبث التي بعينيه مما جعله، يزيد من ذلك الرعب الذي يكمن بداخل قلبها.
قائلاً لها بحدة: مش قلتلك انتِ اللي جبتيه لنفسك معايا، انحنى ناحية وجهها وهو يحملها بين ذراعيه.

شعرت بأنفاسه الحارة تلفح وجهها، فأخذت تدفعه بقبضتيها ليتركها ورغم تمسكه بها بقوة إلا أنها وجدته يُنزلها ويُجلسها على المقعد خلفها... يحاصرها بذراعيه الممدودين، ومستندين على حافته بالخلف على مسنده.
ازداد اضطراب تنفس نوال قائلة بصوت مخنوق: ياسين أرجوك ابعد عني... ماما هتقلق عليه هيه ومها.

ابتسم ساخراً بجانب شفتيه قائلاً لها بعبث: عادي هيقولوا واحده قاعدة مع جوزها... ثم صمت برهةً هامساً بشكل أزعجها مردفاً بقوله الهامس: ها هتعتذري بطريقتي وشروطي ولا تحبي أعمل حاجه نفسي أعملها من زمان.... بس بصبر نفسي وأقول سيبها دلوقتي.

حدقت به بصدمة.... وابتلعت ريقها بصعوبة شاعرة أن قلبها سيقتلع من مكانه من شدة وطأة نظراته لها.... والذي أعقبها بانحناءة ناحيته أكثر متلمساً لشفتيها بأنامله بنعومة جعلتها ترتعد بقلق.
أغلقت نوال عيناها من شدة هذا القرب مع ارتعاد قلبها وجسدها ولم تكن قادرة على النطق كأن عقلها وقلبها تحت تأثير هذه اللحظة التي تعيشها الآن كالمخدرة تحت تأثير مخدر ما.

ابتسم ياسين لنفسه بانتصار من تأثيره الواضح عليها، فانحنى أكثر نحو شفتيها الذي ينجذب إليها قائلاً بخفوت: ها هتعتذري ولا لأ.... فتحت عيناها ببطء... شاعرة بأنها في عالم منفصل بعيداً عن الواقع.... التي تحياه معه منذ فترة من الزمن.

فلما أحست بأنه سوف يقبلها قالت له بخفوت مضطرب: هعتذر... بس... بس.... بشرط تسيبني.... على طول بعدها.
ابتسم مرة أخرى بعبث قائلاً بانتصار: ماشي موافق يالا اعتذري، فقالت له بتوتر خافت: أنا آسفه إني هربت منك.... ممكن بقى تسيبني.

هز رأسه باعتراض... مستخف بها قائلاً لها بتهكم: هوه ده كده اعتذارك ليه.... مينفعش يا حلوة....!!!

ابتعلت ريقها بصعوبة، مستغربة من حديثه هذا قائلة له بتوتر: مينفعش ليه...!!! فهز رأسه مشيراً بإصبعه إلى وجنته لتقبله قائلاً لها بخبث: اعتذريلي هنا... ارتعش قلبها بعنف بين جنبات صدرها.

قائلة بنبرة مهزوزة: يعني إيه.... ضحك بعبث واضعاً نفس إصبعه على شفتيها ثم أبعده ليشير مرة أخرى نحو وجنته.
قائلاً بنبرة ساخرة: أظنك كده فهمتي.... مش كده يا جميل....!!! هزت رأسها رافضة وبشدة قائلة له بتذمر: إنت أكيد مجنون... أنا اعتذرت وخلاص على كده.

همس لها بضيق قائلاً: لا مش مقبول وإذا معتذرتيش زي ما قلت دلوقتي، وبشروطي، يبقى اعتبري نفسك محبوسة هنا معايا ومش هتنزلي تحت.

رواية أنا والمجنونةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz