اللورد

765 51 2
                                    

بقيت في البيت حتى حلّ الظلام ! لم يعد جاك و لم اسمع منه شيئا! قلقت عليه كثيراً ثم انتابني احساس بأنه بحاجة لي !
خرجت من البيت و ذهبت راكضة الى الغابة !
"جاك ! جاك! أين أنت !؟"
كانت هذه المرة مختلفة ! لم أشعر بوجود جاك ! أحسست أنّه كان بعيدا عني كثيراً و في نفس الوقت في خطر كبير !
لم أعرف ماذا يجب علي أن أفعله ، فبقيت أركض في الغابة المظلمة و أنا أناديه .
حينها سمعتُ صوت أعرفه .. كان صوت المرأة الشريرة !
" لقد أمسك جنود اللورد بجاك . سيقتلونه بعد دقائق ."
شعرت و كأن كلامها كان كالخنجر السّام الذي يدخل في قلبي ! أحسست و كأن نفسي بات ينقطع ! كله بسببي ! كله بسببي سيموت حبيبي !!
من ثم أكملت المرأة ، "لكن هناك شيئاً يمكنك أن تفعليه لتنقذي جاك !"
"أي شيء ! أفعل أي شيء !!!" أجبتها و دموعي تغبش نظري .
" عرض اللورد على جاك أن يقتلك أنت بدلاً عنه ، لكن جاك لم يقبل .. هو الآن سيموت بسببك !"
"خذيني الى اللورد أرجوك !!"
——
قبلت أناستازيا أن تأخذني الى عند اللورد ، وصلنا الى قصر كبير في الغابة بعيداً . كان القصر أسود كبير و مخيف جدا ! دخلتُ و قد كانت مع كل خطوة تتسارع دقات قلبي ! شعرت بخوف هائل لكنني كنت راضية لأنني سأنقذ حبيبي جاك !

"ادخلا ."
سمعتُ صوت رجل كبير . كان  القصر با رداً  و مظلم فلم أستطع أن أرى أحداً أو شيئاً لكنني شعرت بقوة و عظمة الرجل الذي كان يتكلّم . كان يملك صوت رهيب و مخيف و لكن في نبرة صوته شجاعة لا توصف ! عرفتُ أن المتكلّم كان " لورد المالديغرز " .

"هذه هي الفتاة سيدي "
"حسناً أناستازيا يمكنك الذهاب."

بعدها شعرت و كأن الرجل  يقترب منّي .
وفجأة أضيئت الأنوار فرأيته ..
رأيت رجل ضخم واقف أمامي .
كان يمتلك جسد بدين ولكن قوي ...
نظرت الى وجهه فوجدت عينيه ممتلئة بالدموع ..
كان ينظر الي و في عينيه السوداوتين نور يشع !
ثم عانقني عناق شديدو بدأ يشم شعري...لا أعرف كيف أصف الاطمئنان الذي أحسست به ... كان في هذا الرجل شيئاً غريباً !
بعدها وقع على ركبتيه على الأرض ..و قال لي بصوت مرتجف..
"ت-تشبهين أمّك كثيرا !"
لم أنطق ولا حرف واحد ... فقد بقيت انظر اليه بصدمة !
ما الماضي الذي جعل هذا الرجل الوحش الكبير أن يقع على الأرض أمام فتاة عاجزة مثلي !
"م-ما الذي يحصل ؟" سألته باستغراب .
"لقد حلمتُ بشم رائحتك ... و رأيتك في أحلامي فقط ..
لقد  عشت و الشوق يقتلني  !"

أحببت وحشاًWhere stories live. Discover now