لا تتركيني

705 43 2
                                    

(في هذا المقطع سيكون المتكلّم جاك )
———
لقد مرّت سنة كاملة على رحيلك يا ماريا. و منذ اليوم الذي خُطفتِ به و أنا أنتظر عودتك ، و مازلت أنتظر ..
جلس مكان قلبي حجر أسود بعد رحيلك ، أصبحت لا أعرف للحياة معنى . نسيت معنى الفرح يا ماريا . نسيت كيف أعيش . نسيت كل شيء إلا وجهك المشرق يا حبيبتي.
أنا الآن جالساً في حديقة حبّنا ..
لم يبقى لي سوى هذا المكان لانك كنت تحبينه !
بقي هذا المكان لنا فقط.. بقي حبّنا محفور في أرضه و ملوناً في سمائه .
بقيت ضحكاتنا تخرج من كل زاوية في هذا المكان ،
بقيت رائحتنا تعم المكان ،
و سيبقى مكاننا بانتظارنا ،
و سأبقى أنا أنتظرك .
فهيا عودي يا من كان سبب سعادتي و حلاًّ لمشاكلي ..
عودي يا من كان عشيق فؤادي و قلبي و كيلني .
عودي فقلبي ماعاد يتحمل فراقكِ .. و يداي تموت شوقاً للمسك .. و شفتاي تصارع حرباً لتقبلك يا أميرتي .
كيف للقدر أن يبعدك عني هكذا؟
بأي حق له سأبقى  أتخيلك يا ماريا أمامي بالرغم من أنّك ذهبت منذ وقت طويل؟؟
بأي حق له جعل منّي مجنون  ؟
هل فعلاً أصبحت مجنون ماريا مثلما يقولون الناس!
هل فعلاً  قدري كقدر مجنون ليلا و روميو و كل من عذبهم الحب ؟؟؟

——

كنتُ أنظر الى الحديقة و أتذكرك في كل زاوية فيها !
حتى التفتُ لأرى فتاة حسناء تقف بواجهتي ظننتها في البداية زهرة بين الورود.. أصبحت أتخيل ماريا أمامي ..
كانت عيونها ممتلئة بالدموع ..لكنني بقيت سارد في جمالها !  معجب الهواء بماريا ، يلعب  بشعرها و يرسل نسماته لتدغدع عنقها البيضاء !
أما أشعة الشمس فترسل أشعتها لتنير ماريا فاستطيع أن أرى تفاصيل وجهها بوضوح أكثر أما عيونها فالنحل هو من أعطاها لونها العسلي اللامع ..و أنفها الصغير يُشبه حبّات الفراولة! وبالنسبة
لجسمها .... فهو مثل ورقة الشجرة التي تحركها نسمات الرياح ! مُتعبة ماريا .
فجأة صرخت بأعلى صوت :"عودي يا ماريا فأصبحت أتخيلك في كل مكان أذهب اليه ! "
"لقد عُدت ..." أجابتني بصوتها الملائكي .
صُدمتُ كثيراً حتى كاد قلبي يقف عن النبض ! كنت أظن أنها مجرد خيال ! لكن حقاً جميلتي ماريا عادت !
ركضت لأعانقها و أقبلها و أنا أبكي، و قلبي يبكي من شدة الفرح ! عادت لي في تلك اللحظة روحي و سعادتي ! ولأول مرة فرحت بعد هذا الوقت الطويل !
مسحت دموع حبيبتي و عانقتها مرة ثانية! لم أستطع أن أتركها !
"لماذا لم تنقذني يا جاك؟" قالت لي أميرتي الباكية.
"سامحيني يا روحي فمهما حاولت لم أستطع أن أجدك في أي مكان ! سامحيني و أعطيني فرصة لأعوض لك عن السنة التي مرت علينا! و الآن قولي لي ما الذي حصل ؟ من فعل بك هذا؟؟؟"
"اختطفتني عجوز من المالديغرز . كانت تريد تعذيبي حتى أموت! لكنني استطعت أن أهرب من المكان الذي وضعتني فيه بعد اسبوعين من تعذيبها لي ! كنت خائفة و متعبة جداً يا جاك ! انتظرتك كثيراً لكنك لم تأتي .."
"سأقتلها !!! سأقتلها"
"لن ينفع هذا بعد الآن.."
"لكن لماذا لم تعودي عندما هربتِ يا ماريا؟"
"لم أستطع .. كان المكان الذي سُجنتُ به بعيداً جدا .. عندما هربت ساعدتني عائلة كريمة. بقيت عندهم كل هذا الوقت لانني أردت أن أبقى بمفردي . ظننت انه كان بامكاني أن أبتعد عنك فحاولت  لكنني فشلت !"
لم أستطع أن أسمع المزيد فأسكت ماريا بقبلة على شفتيها الزهرية ثم عانقتها و شممت رائحة شعرها الذي كان ينبت البراعم و الورود في ضلوعي !
"لا تتركيني مرة أخرى فأنا لا أعرف كيف أعيش بدونك ."

أحببت وحشاًDonde viven las historias. Descúbrelo ahora