الفصل27- خيبة

67 11 16
                                    

انتهت يوكي من سرد قصة المسكينة تايغرا بدموع لم تتمكن من ايقافها، مسحت وجهها بكم قميصها واستدارت لتجده جالسا على حافة نافورة يظهر أثر الزمن واضحا عليها، كانت دموعه قد جفت هو الآخر وهو يتذكر ماضيه التعيس،  فتقدمت نحوه محاولة التخفيف عنه، الا أنه وقف متحاشيا النظر الى وجهها، فأمسكت بذراعه لتسأل○ماذا بك؟عليك أن تكون سعيداو لو قليلا لاسترجاعك لذاكرتك○ نظر اليها أخيرا نظرة غرست في ذاكرتها حيث قال ساخرا♧سعيدا!!حقا؟!! أأكون سعيدا لأنني السبب في موت والدي وزوجته، أم لأني السبب في ارتكاب الأخيرة جريمة كانت ضحيتها والدتي التي بالكاد عرفتها؟ أم لأني السبب في فقدان أختي لعائلتها و هيئتها؟ لا بل ربما أكون سعيدا لأن الفتاة التي وثقت بها أخفت عني كل هذا؟♧ أرادت التحدث اليه، أرادت الاعتذار،أو على الأقل..في تلك اللحظة أي شيء كان لينجح الا أنه استدار مبتعدا عنها وتلك الفتاة البلهاء،شقيقة دانيال تحوم حوله مجددا كالنحلة العمياء. لم تبتعد عنه منذ تلك اللحظة و لم تستطع يوكي النظر اليه ولا حتى في طاولة العشاء حيث تساءل الجميع عن سبب شرودها، لم تتناول الكثير،لقيمات قليلة كانت كافية لتظهر امتنانها لعائلة فلام الطيبة. و الآن هاهي ذي في غرفة سمية، وبجوار النافذة كانت لوسي تغط في نوم عميق، بينما صاحبة الغرفة تتجمل و تتعطر، هل هي ذاهبة الى حفلة؟ على أية حال لم تكن يوكي في مزاج للكلام، ففضلت مراقبتها من بعيد، الا أن الأخت الصغرى سألتها وهي تراها من المرئاة¤منذ متى وأنتي تعريفين جين؟تبدوان قريبين جدا، أعني يعاملك كأخته الكبرى رغم أنه أطول منك، أخبريني كيف تقابلتما؟ وهل له حبيبة؟¤  رمقتها بنظرة باردة لم تستعملها منذ التقائها بالأمير، ثم قالت○أفضل أن تسأليه شخصيا عن هذا فلا شأن لي بعلاقاته كما تعلمين فنحن لسنا بذلك القرب○ ابتسمت الأخرى ابتسامة نصر ثم وقفت وقالت¤حسنا سأفعل ذلك غدا، أما الآن فسأخرج للقاء شخص مهم، اه نعم لا تخبري أي أحد عن هذا أرجوك¤ نظرت اليها يوكي باستغراب وقالت○الآن؟ وبهذه الملابس؟!○ كان استغرابها في محله فملابسها كانت تظهر أكثر مما تستر، الا أن الخبيثة لم تبالي و أشارت لها بأن تخفض صوتها وخرجت تتسلل كاللص، انتاب يوكي فضول شديد حول الشخص المنشود وما كان منها الا اتباعها خلسة ويا ليتها لم تفعل...
كانت سمية تتسلل للحديقة ،بعد أن نزلت طابقي البيت بكل هدوء، وكانت يوكي تتبعها بحرص لكنها توقفت عند مرورها بالغرفة التي ينام فيها كل من دانيال وجين ابتسمت وقالت○نوما هنيئا أيها الطفل جين○ تابعت تسللها الى أن وصلت الى حيث كانت سمية تقف بجوار شخص ما ذو ظل طويل، فاختبأت خلف الشجرة وهي تحس بتأنيب ضمير على فعلتها، فقد اكتشفت أن سمية رفقة رجل الآن،صحيح أنها لم تتمكن من رأية ملامحه الا أن قامته وشكله الرجولي واضح، سمعت سمية تقول¤هل انتظرتني طويلا؟¤ فقررت يوكي عندها العودة لغرفتها الا أن صوت الطرف الآخر جاءها كالصاعقة، حيث قال♧ليس كثيرا، هذا أقل شيء أفعله♧ تمسكت سمية بطرف ذراعه وجرته الى تلك النافورة القديمة حيث كان القمر يلقي بنوره عليهما، ليكشف عن ملامحه التي لطالما تفننت يوكي في حفضها، سقط قلب المسكينة بين رجليها وهي ترى يده بين يدي فتاة أخرى، تلك اليد التي لطالما تمسكت بها كلما أوشكت على السقوط!!تراجعت خطوتين الى الخلف والصدمة لا تزال تأثر على حواسها، ثم جرت عائدة لغرفتها حيث سقطت باكية على سريرها،لا تعلم حقا لما تبكي الآن،لكن كل ما تعرفه أنها ستبكي هذه الليلة أكثر مما بكت في أشد أوقاتها حزنا، جالت بمخيلتها العديد من الأفكار و الوجوه، وجه كاتسوبو وهي تحذرها من الوقوع في الحب، وجه والديها وهما يتشاجران، وجوه الأمراء وهم يجعلونها موضوع حوارهم كالعادة، وجه ذلك الأمير الأزرق الذي تجرأ وسرق قبلتها الأولى، ووجوه أصدقائها الذين تخلو عنها... لم تفهم أي شيء! ولم تعلم لما بدأت في كتابة بعض الجمل على مذكراتها، جمل لا معنى لها، عن الصداقة والحب، عن الخيانة و...عنه هو....أملها الوحيد...... وختمت موجة ثورانها بكسر قلمها المفضل وجرح يدها بحافته، كتمت أنينها كي لا توقظ لوسي النائمة، وعادت لسريرها طالبة بعض الدفئ بعد أن خسرت الكثير تلك الليلة....

قدري بين رسالتين Where stories live. Discover now