~الفصـــــــــــل العــاشـر ~

36 2 2
                                    


الفصـــــــــــل العــاشـر 

استيقظ "عماد" من نومه ، تقلب علي جانبه الأخر، ويده قد امتدت ليتحسس الفراش، لم يكن دافئًا مما أوقظ إدراكه، وابت وعيًا تقريبًا، فتح عينيه، تلفت حوله باحثًا عن زوجته الذي يبدو هجرت فراشها، تساءل مع نفسه:

-هي راحت فين؟

كانت متكأة علي مرفقها وبالكاد مستيقظة، اقترب منها حتي أصبح بجوارها، انحني نحوها يقبلها أعلي رأسها في حنو، ثم هزها برفق قبل أن يناديها هامسًا:

-ريهام

اتنفضت في خفه علي أثر صوته الخافت رافعة عينيها إليه، سألته بصوت ثقيل ناعس:

-أنت صحيت يا حبيبي؟

هز رأسه بالإيجاب، وهو يرد متسائلًا:

-أيوة يا حبيبتي، أنتي إيه اللي مسهرك في البرد ده ؟

أجابته بحب وعينيها تعبران عن حبها لأخيها:

-مستنية فارس أول مرة يتأخر كدا برا!

أحني رأسه علي جبينها يقبلها، ثم ضمها إليه قائلا:

-ربنا يخليكوا لبعض ياحبيبتي

ربتت علي كتفه في رفق متابعة:

-عارف يا عماد رغم أن ربنا منع عني الخلفة بس دايما بحس أني أم لفارس وساعات ليك!

أبتلعت غصة مريرة في حلقها ولمعت عينيها بوميض حزين والقهر علي حالها وهي تتحسس أسفل بطنها بتحسر، قاومت بشراسة تلك الرغبة العارمة التي تحثها علي البكاء كمدًا، متابعة حديثها بمرارة:

-كان نفسي ربنا يرزقني بحته منك وأخليك أب قد الدنيا.

بذلت مجهودًا مضاعفًا لتخفي أوجاعها، وأضافت بنفس الثبات العجيب:

- أنت عارف لو في إيدي حاجة أعملها، و لو حابب تجوز مش هقولك لا حقك تبقا أب يا عماد.

قاطعها "عماد" وهو يضع أنامله علي شفيتيها يستوقفها قبل أن تقول المزيد من الكلمات المؤلمة:

-ده يبقا أخر يوم في عمري يا ريهام لو فكرت أجوز وحده غيرك.

مسح برفق علي كفها الذي رفعه إلي فمه ليقبله، ليطلع اليها مرددًا بحب:

-أنتي مش مراتي بس أنتي بنتي وأمي وكل دنيتي مش عايز حاجة غيرك، وموضوع الخلفة ده بيد ربنا أنا مش فيا عيب ولا أنتي لسه ربنا ماذنش ياحبيبتي.

ابتسمت قائلة في ود:

-ماشي ياحبيبي

سارت معه بضعة خطوات في اتجاة الردهة قبل أن تدير رأسه ناحيته قائلة في حب:

-مش عارفة من غيرك كنت أقدر أعيش أزاي ربنا يخليك ليا.

حاوطتها بذراعه وطبع علي كفها قبلة رقيقة وأخري علي جبينها مرددا في امتنان:

إمرأة من رحم الألمTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang