~الفصــــــــل الـثــالــث عشـــر ~

83 2 0
                                    

القارئ الفاضل
بعتذر عن التأخير بسبب ظروف خارجة عن إرادتي لتواجدي بالخارج معظم الوقت، فلم أجد الوقت المتاح للكتابة، لكن حرصت علي كتابة ذلك الفصل كي يعرض في الميعاد وللتعويض عن تقصيري بأمر الله سينشر غدًا فصل أخر.
قراءة ممتعة ومشوقة في أنتظار أرائكم الداعمة♥

__________________

~إمرأة من رحم الألم~
الفصــــــــل الـثــالــث عشـــر

سرعان ما استبدل القدر لحظة استقرار بين أب وابنته بلحظة هلع، حيث ظهر أمام السيارة فجأة شخص يعبر الطريق، صرخت "هدير" بقوة وهعلع:
-حاسب يا بابا!
ضغط "حسن" علي مكابح السيارة بكل قوته، ولكن قرب المسافة بينه وبين ذلك الشخص أدي إلي صدمه صدمة قوية أطاحت بجسده بعيدًا وأسقطته أرضًا ساكنًا بلا حراك.
-إيه اللي أنا عملته ده؟
قال "حسن" جملته في ذهول وهلع وهو يلهث من شدة الأرتطام وهول الكارثة التي سقطت علي رأسه من السماء وقلبت حياته رأسًا علي عقب، بينما صاحت ابنته "هدير" في عصبية وارتباك:
-وأنت مالك يا بابا، هو اللي عدي الطريق من غير ما يبوص حوليه، وظهر فجأة قدامنا من العدم و...
قاطعها "حسن" بتوتر قائلًا:
-الكلام ده مش هيفيد دلوقت!
ثم تابع حديثه وهو يفتح باب السيارة بيد مرتعشة:
-المهم نشوف حصله إيه؟
ولجت "هدير" من السيارة معه بسرعة كي تطمئن علي الشخص المصاب، وهي تردد في قلق شديد:
-معاك حق يا بابا
جثت علي ركبتيها أمامه وبدأت تتفحص نبضه، تعاملت معه بحرص شديد كطبيعة عملها طبيبة بشرية، تفقدت أن كان علي قيد الحياة، رفعت رأسها نحو والدها "حسن":
-لسه في النبض وعايش
رفع "حسن" رأسه ويديه إلي السماء وهو يتنهد بإرتياح قائلًا:
-ألف حمد وشكر ليك يارب
حدقت "هدير" في والدها لتسأله بإستغراب:
-هو إيه جابه في حته مقطوعة زي ده علي الصبح كده ولوحده..
قاطعها والدها مرة أخري وهو يهتف بجدية وحزم:
-مش وقته يابنتي أسألتك ده شيلي معايا خلينا نوديه المستشفى ونلحقه قبل ما دمه يتصفا!
وضعا "فارس" في المقعد الخلفي وجلست "هدير" بجانبه، وأسرع "حسن" يجلس أمام المقود وانطلق بالسيارة بسرعة بالغة، خلعت حجابها الذي تلفه حول عنقها و أخذت تربط به حلو جبين "فارس" التي تنزف أمرت والدها بنبرة بها غموض:
-أطلع علي بيتنا القديم يا بابا!
استطرد باعتراض:
-أنتي اتجننتي الواد دمه هيتصفي لازم اروح المستشفى حالًا
-بابا هتوديه بيتنا القديم، أنا مستحيل أسيبك توديه المستشفى!
هتف بحده وهو ينظر إلي انعكاسها في المرآه:
-ليه؟
إجابته موضحة رأيها:
-عشان أول ما يكشفوا عليه ويسأله من أي الإصابات ده هنقول حادث سير، وهيبلغوا وهيبقا محضر وقضية لو مات هتبقا جريمة قتل، أنا دكتورة وعارفة كويس اللي بيحصل في الحالات ده!
نفي علي نفسه تلك التهمة المجحفة عنه، فلا يسيء الظن به:
-بس هو اللي ظهر قدامي فجأة يعني هو اللي غلطان مش أنا!!
أجابته دون تشكيك في صدق كلامه:
-عارفة يا بابا بس إيه الدليل علي كلامك، وفين الشهود، علي ايدك الطريق كان مفهوش صريخ من يومين وشهادتي مش هتفيد بحاجة لأني بنتك وكنت معاك في العربية وقت حدوث الوقعة!
صمتت قليلًا ثم تابعت بثقة كي تبث الاطمئنان في قلب والدها:
-ومش تقلق يابابا أنا دكتورة مش خياطة هعالجه!
أقتنع "حسن" بحديث ابنته، هي محقة فكل ما قالته، القانون لا يأخذ إلا بالأدلة وشهادة الشهداء علي الواقعة، وشهادة أبنته لا تكفي، وبعد تفكر للحظات تمتم في حيرة:
-حاضر يا بنتي
ابتسمت له برضا ثم أخفضت أنظارها تتأمل "فارس" في اشفاق وحيرة، فقد كان وسيم علي الرغم من حالته التي ترثي له، وكان هناك العديد من الأسئلة التي تدور في رأسها جميعها تخصه، من يكون؟، من إين جاء؟، ما الذي جاء به إلي هذا المكان المهجور في ساعة باكرة؟، أسئلة لم تجد لها إجابه، وإجابة تلك الأسئلة لن يجوبها إلا هو.

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Aug 26, 2020 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

إمرأة من رحم الألمOnde histórias criam vida. Descubra agora