~الفصــــــــل الـثــاني عشـــر (الجزء الأول)~

35 3 0
                                    

القارئ الفاضل
بعتذر الفصل قصير لتواجدي بالخارج معظم الوقت لطبيعة عملي، فلم أجد الوقت المتاح للكتابة، لكن حرصت علي كتابة جزء بسيط يعرض في الميعاد وللفصل باقية بأمر الله سينشر يوم الخميس.
قراءة ممتعة ومشوقة في أنتظار أرائكم الداعمة♥🌷

_____________________

~إمرأة من رحم الألم~
الفصــــــــل الـثــاني عشـــر

لم تحط الدماء في عروقه بعد أن علم اختفاء ابنته الوحيدة، ذرع "جلال" الصالة ذهابًا وإيابًا محاولًا السيطرة علي انفعالاته المهتاجة، كان الأمر عويصًا عليه، تمتم من بين شفتيه بغضب شديد:
-بنتي راحت فين، ويعني إيه متنامش في أوضتها ليلة كاملة؟
أجابته "نجلاء" بقلق وقد رأت حالته المهتاجة:
-هي رجعت امبارح من شغلها، طلعت غيرت هدومها ونزلت بسرعة ملحقتيش اعرف منها راحة فين لأنها كانت مستعجلة!
هتف بحده وهو يأمرها مشيرًا بسبابته:
-طب روحي شوفي شغلك!
هزت رأسها بالإيجاب متفهمة سبب عصبيته وهي تقول بخنوع:
-حاضر
وقع قلب "حمزة" في قدميه لرؤيه والده بتلك الحالة المقلقة علي حالته الصحية، فهتف بخوف كبير:
-ممكن تهدي يا بابا عشان صحتك وأنا هقلب عليها الدنيا!
وافقته "نوال" الرأي وهي تهتف قائلة:
-هتروح فين يعني يا "جلال" هتكون كويسة، بس أنت اهدي عشان صحتك!
جلس علي أقرب مقعد محنيًا بجسده للأمام ومسندًا جبينه علي كفيه المشبكين معًا، ويهز قدمه اليسري في عصبية مفرطة، هدر بعصبية وقسوة:
-بنتي مختفية من إمبارح وأنتم تقولوا أهدي عشان صحتك!
شعر "حمزة" بإهتزاز هاتفه المحمول في جيب بنطاله، أخرجه سريعًا ونظر إلى شاشته التي أضاءت باسم "سحر" -مديرة مكتب أخته- ضغط زر الإيجاب سريعًا بعد أن شعر أنها تعرف شيء عن أخته، رد عليها متسائل بنبرة متلهفة:
-أيوة يا سحر متعرفيش "أصال" فين ؟
بدا الارتباك  واضحًا عليها، ابتلعت ريقها وهي تجيبه بتردد:
-في عميلة كلمتني وقالتي أنها عملت حادثة وفي المستشفي!

..........................

كانت كمن ينازع بألم في نومه، شهقت بحشرجة مخيفة وهي تنتفض مذعورة من نومها علي ذلك الكابوس المزعج الذي كان ضيف أحلامها الليلة، صدرها كان ينهج بقوة وخوف كأن قلبها استشعر ما تمر به ابنتها الوحيدة، التفتت بعينيها المتسعة في توتر لتقول بجدية شديدة:
- "أصال"
امسكت هاتفها ثم عبثت بأزراره في توتر قبل أن تضعه علي اذنها في أنتظار الرد، حينما أتاها تسألت بأرتباك شديد:
-نـ .."نجلاء" اا.. "أصال" فيها حاجة؟
لم تتوقع "نجلاء" سؤالها الأخير، أجابتها بتردد محسوس في صوتها:
-كويسة يا حبيبتي، بتسألي ليه؟
صمتت "داليدة" للحظات قبل أن تعقب عليها:
-قلبي مش مرتاح حاسة أنك مخبية عني حاجة، عرفيني يا نجلاء، كفاية أنهم بعدوني عن عيالي وحرموني منهم وفهموهم أني ميتة!
كانت "نجلاء" في حيرة من أمرها وتعاطفت معها كثيرًا، كانت شاهد عيان علي ما حدث معها في الماضي وكيف حرمت من أبنائها بأشارة واحدة من "جلال" بعد زواجه من المتصابية "نوال" بعد أن بخت سمها في أذنه كالحياء علي وجود علاقة بينها وبين رجل أخر، نفها خارج البلاد بلا رحمه، جهلت عن الطريقة التي ستخبرها بها عن أحوال ابنتها السيء، حسمت أمرها وأجابتها بحزن:
-بصراحة أصال هانم عملت حادثة كبيرة بالموتوسكل بتاعها وهي في المستشفى دلوقت.
ثم أضافت تحذرها بجدية واهتزازة بؤبؤاها واضح في عينيها:
-الله يسترك ياست "داليدة" اوعي تنزلي مصر هيقتلك..
لم تستمع باقي جملتها فقد أغلقت في وجهها الهاتف وهي بالكاد تتمالك أعصابها المتوترة، ضغطت بعض الإزرار ثم وضعت الهاتف علي إذنها، حينما أستمتع إلي صوته:
-هي ده الأمانة اللي قولتلك حافظ عليها يا "عصمت"
صمت قليلًا عاجزًا عن إيجاد التفسير والمبرر الذي يقنعها بسبب أهمال رجاله، هتفت بإعتذار وحرج كبير:
-سامحيني غصب عني والله!
أمرته بثبات و جدية بما لم لا يتوقعه:
-نزلي مصر!
أجابها بنفي:
-لا هيبقي في خطر علي حياتك لو "جلال" عرف!
هتفت تتوسله برجاء:
-وإيه هيعرفه، أنا عايزة اطمن علي بنتي!
مالت نبرتها إلي البكاء وهي تكرر جملتها علي مسمعه:
-عايزة اشوف بنتي يا "عصمت"!
كان اول طلب تطلبه منه بعد رحيلها، لم يستطيع مقاومة رغبته في الرفض رغم معرفته خطورة نزولها قد ينهي حياتها، تنهد قائلا باستياء:
-هتشوفي بنتك يا "داليدا"!
...........................

توجه ثلاثتهم إلي رقم غرفة "أصال" بعد أن أبلغهم به موظف الإستقبال، أسرع "جلال" في خطواته نحو الطبيب "عمر" الذي تفاجأ الأخير بهيئته ليسألة بنبرة رسمية:
-حضرتك مين ؟
أجابه "جلال" بقلق واضح في نبرة صوته:
-والد "أصال" أقدر أشوفها يا دكتور
أردف "عمر" قائلا بنفس نبرته الرسمية وهو يضع يديه في جيب معطفه الطبي:
-بعتذرلك ممنوع الزيارة لحد ما تفوق وحالتها تستقر!
اعتصر الألم قلب والدها فرد عليه بحزن:
-هي حالتها خطيرة يا دكتور أوي كدا ممكن اسافرها تتعالج برا!
-ملهوش لزمة حضرتك أن شاء الله هتكون كويسة، والإجراءات ده روتينية عشان نطمن علي بنت حضرتك!
أضافت "نوال" من خلفه بابتسامة مصطنعة:
-وجودنا يا "جلال" هنا ملهوش لزمة، وأنت خلاص اطمن عليها.
التفت نحوها وصاح في وجهها بلهجة شديدة:
-مش همشي يا "نوال" قبل ما اشوف بنتي!
تحرجت من أسلوبه الغليظ معها ففضلت  الصمت لحفظ ما وجهها، بينما ردد "عمر" بجدية وبنبرة موحية وهو يشير بيده نحو الرواق، حينما وقعت عينيه علي صديقه "نديم":
-حضرتك فعلا مش لازم تمشي، أستاذ "نديم" اللي خبطها جاي هناك أهو حضرتك لازم تتكلم معاه و....
لم يستمع "حمزة" باقي جملته أسرع في خطواته وانقض علي "نديم" قابضًا عليه من عنقه، وهزه بعنف ناهرًا إياه بصوته المتشنج:
-يا برودك تقتل القتيل وتمشي في جنازته!
حاول "نديم" إزاحة تلك اليد القابضة علي عنقه، وهو يسأله في اندهاش قلق:
-في إيه؟، أنت مين؟
لكمه "حمزة"  في فكه بلكمة قوية وهو يهدده:
-أنا اللي هجيب أجلك!
وقف "جلال" خلف ابنه محاولًا جذبه من علي ذلك الغريب، قائلًا له بنبرة غير هادئة لكنها عقلانية:
-سيبه دلوقت يا "حمزة" خلينا نطمن علي أختك الأول وبعدين نشوف هنتصرف معاه أ...
قاطع جملته قبضة "نديم" تضرب بقوة وبصورة مباغتة وفجائية فك "حمزة"، لم يكن قد أفاق "حمزة" من صدمته بعد، قبض علي ذراعيه وأداره في الاتجاه العكسي وقيد حركته كليًا، حدجه بنظراته النارية قائلًا بخشونة:
-ياريت قبل ما تفرد عضلاتك عليا تعرف اللي حصل الأول!
هتف "حمزة" بحدة رغم ضعف موقفه:
-أنا مش هاسكت علي المهزلة ده أنت تعرف أنا مين!
هتفت "ريم" بجراءة محاولة إخضاع الجميع إلي نفوس أخيها القوية:
-تعرف أنت ضربت مين، ويقدر يعمل فيك إيه؟
اجابها "حمزة" باستنكار:
-هيكون مين يعني؟
رد "نديم" بابتسامته التي عكست عنجهيته المتغطرسة بنفوسه وسلطاته في الأمن المركزي رافعًا حاجبه للأعلي:
-حضرت الظابط "نديم السمري"
رد "جلال" مدهوشًا وقد ارتفع حاجباه للأعلي:
-عمك "عصمت السمري"!

تتبع يوم الخميس باذن الله»»»»»»

#رانا_محمد

#روايات_يقلم_رانا_محمد

#إمرأة_من_رحم_الألم

إمرأة من رحم الألمWhere stories live. Discover now