~الفصــــــــل الـثــاني عشـــر (الجزء التاني)~

40 2 0
                                    

القارئ الفاضل

أنتهيت من ذلك الجزء القصير اليوم قراءة وعلي موعدنا يوم السبت بأمر الله.

قراءة ممتعة ومشوقة في أنتظار أرائكم الداعمة♥🌷

_____________________

~إمرأة من رحم الألم~
الفصــــــــل الـثــاني عشـــر (الجزء الثاني)

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، آخر ما توقعه "جلال" إتصال حادث سير ابنته الوحيدة بطريقة مباشرة أو بأخري بعائلة "السمري"، شعر بقليل من الرهبة من تواجده، ازدرد ريقه ونظر إلي ابنه بتمعن الذي لم تقل دهشته عن والده شيء، حاول "جلال" التغلب علي دهشته الواضحة علي قسماته والتي امتزجت برعشة خفيفة أصابت بدنه ليسأله بعدها بحدة ملحوظة:
-وأنت علاقتك إيه بحادثة بنتي؟
رغم مقابلتهم القاسية له إلا أن "نديم" بدا واثقًا من وجود صلة بينهم وبين عمه "عصمت"، زادت ثقته في نفسه، كان مؤمنًا بأن عائلة "التميمي" لن تقوم بالإبلاغ عن الحادث، فرك طرف ذقنه مستطردًا بجمود غامض:
-أنا اللي خبطها!
التف "حمزة" نحوه لينظر له بسخط:
-يا بجحتك...
قاطعه آمرًا وبلهجة صارمة:
-ألزم حدك!
ضغط "جلال" علي كتف أبنه وهو يرد بنبرة عقلانية:
-إهدي مش وقته
هتف معترضًا:
-وحق بنتك يا بابا هتسيبه؟
رد عليه والده بحنق:
-كل واحد هياخد حقه خلينا نطمن علي أختك الأول
ضبط "حمزة" من هيئته واستبدل غريمة "نديم" نظرات عدائية مخيفة معلقًا عليه:
-لينا معاد هنتحاسب فيه!
لوح "نديم" بسبابته مهددًا:
-وأنا بحذرك!

.....................

فتح عينيه بتثاقل يدفع نفسه محاولًا استوضاح الرؤية المشوشة، حاول مرار الاستناد علي كفيه حتي يستطيع النهوض لكنه فشل تمامًا فما عاد لديه القدرة علي الوقف علي قدمه، شحذ كل طاقته واستجمع قواه حتي استطاع بعد جهد كبير النهوض بجذعه عن الأرض والزحف علي ركبتيه حتي وصل إلي كرسي معدني استند عليه مجاهدًا ليقف منتصبًا، شعر بألم مبرح يضرب مؤخرة رأسه، تذكر هجوم أحدي الرجال ضخمة البنايات عليه، تنفس الصعداء وهو يترنح موضعه فتشبث بالكرسي بقوة حتي لا يتمدد أرضًا من جديد، نظر حوله يحاول ابعاد ذلك التشوش عن نظره، وجد نفسه في إحدي المخازن الضخمة المهجورة بسبب الصمت والأتربه التي غلف المكان،  أيقن أن عليه يهرب قبل عودة الرجل ضخم البنايات ويعلم أنه علي قيد الحياة، تمتم لنفسه بهمس:
-لازم أخرج من هنا وأكلم "أصال"، صحيح اللي تفتكره موسي يطلع فرعون!
ترنح في سيره وهو يدير رأسه من آن لأخر ليتأكد أن لا أحد يتبعه بعد خروجه من المخزن، لكنه لم ينتبه للسيارة القادمة من الخلف.

...........................

انتهي النادل من وضع فنجان القهوة أمام "جلال" بعد أن قدمها لرب عمله "حمزة"، تأكد من إتمام عمله علي أكمل وجه واضعًا تلك الابتسامة الروتينية علي محياه قبل أن يحني رأسه قليلًا للأسفل ثم استدار مبتعدًا للخارج ليشرع الأثنان في استكمال حديثهما الجاد، استطرد"حمزة" قائلًا ونظراته بالكامل مسلطة عليه:
-يعني إي!.. مينفعش نبلغ عنه؟
هز رأسه معلقًا:
-أيوة
رد بزفير ممتعض:
-أنا مقدر أنه عمه "عصمت"، بس ده ما يمنعش أنه ياخد جزاءه!
أخفض رأسه في أسف، كان محقًا في قوله، ومع ذلك برر تصرفاته قائلًا:
-لو بلغنا هنخسر شغلنا مع "عصمت" وأحنا مش قد خسارة زي ده!
ابتلع "جلال" ما ارتشفه في جوفه ليسند فنجانه أمامه ليضيف بثقة تامة:
-والدكتور طمنا علي أختك يعني ملهوش داعي نقوم حرب دلوقت مع عيلة "السمري" ونطلع منها خسرانين كل حاجة!

تتبع يوم السبت باذن الله»»»»»»

#رانا_محمد

#روايات_يقلم_رانا_محمد

#إمرأة_من_رحم_الألم

إمرأة من رحم الألمWhere stories live. Discover now