نَفسي.

123 21 7
                                    

السماءُ تصدر نغمات عِدة، وأتمنى لو أنِي واقفة تحت تلكِ القطرات لأجمع شِتات روحي.

أنظر وأمعِن النظر في تِلك الغيوم
أجدُهاجميلة، خالية مِن العيوب.

أخرجُ مِن ملاذي أسمع حفيفَ الاوراق، تصدم الرياح جذوع الأشجار
يكَاد يخترق فؤادي، وأن لم يكُن يُقال للقلبِ فؤاد إلا أذا مس الحُب كُتلته وأبتلت أطَرأفه مِن دموع العُشاق.
فلقد أمتلئ فؤادي بشعور لا أقوى على وصفه، شعور أشبه بِالحزن ولكِن ليس حُزنا، أيقن أنه أفظع مِما أظُن.

أنظُر لِذاتي فأسطح الأشياء، كوني أخشى النظر لها في إي شيء أخر، لا أرى إلا الثقوب تكاد تَمحي ذاك الجزء المكتمل بي.

أرى فراغًا يقبع داخلي.
وأنا أحاول الهرب منه وأفكِر.
لِمَ لستُ جميلة؟ كتِلك الفتاة الجميلة التي يُحبها الجميع في صفي.

او لِمَ أنا لستُ بِذاك الشخص المميز.

كرهتِ ذاتي أكثر فأكثر.
أن يراني أحد.
فيستشعر عيوبي، وينكشف الجزء الأضعف مني.

أخاف أن أُدلي برأيي فأصبِح محط الأنظار
ويلتفت الجميع إلى تِلك المجهولة، بِنظرات متسائلة عن هويتي.

وأن سألوني فأنا حق جَاهلة عِن الإجابة.

لم يقترب أحد.
وكنت أكتفي أنا بالمراقبة مِن أبعد نُقطة، حتى لا يلمح أحد ظِلي.

أشعِر بالسوء مِن نفسي، أكاد أجزُم أن كرهي لنفسي قد زاد عن حده.

تأملتُ السقف ولا أعلم كم المرة ولكِن أحبذ الفراغ.

وأحاول معرفة من أنا.
أنا لستُ أنسانة بل أنا فراغ بحد ذاته.
انا لست بشخصا لينجح ليحب أو حتى لِيتنفس.

حاولت قطع تِلك الأوردة في معصمي.
،لم يكن للهواء منفذ داخلي، جسدي أصبح أبرد وأنا لا أقول أنه كان دافئًا قبلا.

قلبي توقف عن قرع طبوله ليعلن أن مُرادي قد أنى وقته.

تذكرت شخصًا أعطاني زهرة، جرحت يداي أشواكها
ظل يضحك مُردد بِضعفي حينما سقطت قطراتٌ من عيناي.

توقفتُ للِحظة، وأدركتُ مدى كون الزهرة أبشع مِن أن تكون بكل تلكِ الجمال الذي رأيته.

تأملت جميع مواقف حياتي التي أصبحت أثرًا يُمحى
تأملت أشياء كُنت أظنها جميلة، ظهرت بشاعتُها أمامي.

ولكن، أذا كانوا جميعًا بتلكِ البشاعة..لِمَ سول ليّ عقلي جمالها؟

وظهرت الشمس مَن وسط ضباب قد أعمى فؤادي.

أن الحقيقة ليست بأنهم أبشع مما يُظهِرون
بل كانت في الجُزء المفقود منهم، فكانت ثقوبهم ما جعلتهم للأعين سِراجا واهجًا.

ثم فقدت تِلك اللحظات، عندما بدأت جفوني بالإغلاق.

وقد كان الأوان فائت، للندم.

فما كان عليّ إلا حب الجُزء المفقود مِني.

أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن