الفصل الثالث عشر

712 114 20
                                    

صباح يوم الاثنين في احدى المستشفيات حيث كانت
ترقد والدة جيمين

دوى صوت انذار قوي داخل غرفة الممرضات لتجري مجموعة منهن نحو تلك الغرفة التي انطلق الانذار منها

كانت غرفة بيضاء بسيطة الاثاث بنافذة علي الجانب تطل علي الساحة الامامية للمشفي

هناك حيث قطنت فيها تلك السيدة التي تآكل التعب ملامحها كانت في اول الخمسينات ولكن مرضها وحزنها لمعرفتها انها ستغادر ابنها وتتركه وحيدًا بدون عائلة،  جعل ملامحها تبدو اكبر عمرًا

كانت تلك السيدة مازالت تحتفظ بجمالها حتي في اوج فتراتها مرضًا، تفترش ذاك السرير ذو الملائات البيضاء و الاغطية الرمادية الباهته

يتوصل جسدها بالعديد من الاجهزة البسيطة نظرًا لعتق الطب وقتها و عدم تقدمه،  فكان مرضها جديد من نوعه ولم يجدوا له علاج وقتها

كانت يداها تكسوها العلامات مكان موضع ابر المغذي التي كانت تبقيها علي قيد الحياة

ولكن لم يعد ذلك كافيًا الان

جرت احدي الممرضات لها لتستفسر سبب طلبهم

"سيدة بارك، ما بكِ،  هل تشعرين بأي الم في مكانٍ ما؟  "  اردفت تلك الممرضة بقلق، تتفحص وجه التي تلتفظ اخر انفاسها

لم تكن ترغب الموت،  لم تكن ترغب بترك وحيدها يعاني وحده دون اب او ام او حتي شقيقة كبرى تقف بجانبه تشعره انه لـبمكانه كبيرة لديهم
كانت تكافح طوال تلك المدة لتبقي لاكبر وقت متماسكة و تماسكها يجعلها تعيش اكثر كي لا تترك طفلها

ولكن دائمًا ما تسري الرياح بما لا تشتهي السفن، فها هي تودع كل ما كان لها من اشخاص و ذكريات في تلك الدنيا وتنطلق لمقابلة زوجها و طفلتها في مكان وحدة الله من يعلمه، بعد صراع وآلام طويلة وقاسية لتتحملها ضد ذلك المرض الخبيث، الذي اخذها من ابنها

اردفت السيدة ببعض كلمات بصعوبة مالبغة
بالكاد قادرة علي تحريك شفتيها من ذلك التعب الذي نهش روحها ولم يتبقا منها سوي الفتات

" لقد كـ كتبـت ر سـالـة لـ لـه لأبني، ارجوكِ اعطيها لـ له " بصوت خشن كونها لم تتحدث لفترة قالت بحزن ودموع عالقة في عينيها تأبى السكون

"اين تلك الرسالة سيدتي" بسرعة تحدثت تلك الممرضة بعد ايقانها ان تلك لحظاتها الاخيرة

" فـ في الخـز انـة خـا صتي " تتقطع تلك الحروف فور خروجها لثقل لسانها ثم بعد اطباقها لشفتيها اغلقت جفنيها ايضًا، اغلاقًا لا رجعةً فيه، حتي قبل رؤيتها لفلذة كبدها لأخر مرة، حتي قبل تقبيل رأسه لأخر مرة، حتي قبل سماع صوته لأخر مرة، حتي قبل رؤية ابتسامة عيناه للمرة التي لا عدد لها

ربما تلك الاخر مرة التي رأت فيها ابتسامة عيناه تكون اخر مرة يرى فيها العالم ابتسامته الصادقة ايضًا

𝐓𝐇𝐄 𝐂𝐔𝐑𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐓𝐖𝐄𝐋𝐕𝐄 -لعنة الاثنا عشر Where stories live. Discover now