يُقَال إنَّ سيِّدة العدالة ثيميس هِي امرأة فضلًا عَن رَجل كون قلب المرأة أرحَم مِن خاصة الرَّجل، وكونها مَعصُوبة العينين يرمزُ للمساواةِ بين الخُصوم دون تفرقة، أمّا السَّيف فَهو علامةٌ على العُقوبة الرَّادعة، وبِهذا تَتحقّق العدَالة وتَتساوى كفَّتا المِيزان. سَتجِدُونَ بينَ طيّات هٰذه الرِّواية أُناس مَظلُومة وأُخرى ظَالِمة كحَالِ الدُّنيا، كِلاهما سيُعانِيان. المَظلُومُ سيُسجنُ دُون تُهمَة تُدينه، سَيتخبطُ يمينًا وشمالًا باحِثًا عن مَخرج، وسيدركُ نهايةً أنَّ لا أحَد يستحقُ الرَّحمةَ أكثر مِن نَفْسِه. أمّا الظَّالِمُ فَسَيتجرَّع كُؤوسًا مِن السّم الذي اِختَرعهُ بِيديه، سَيُقتلُ عَلى مَهل وبِكُلِّ تَأنٍّ، وَسَيتعلَّمُ دَرسُهُ الأهَم الذي ينصُّ عَلى أنَّ كلّ مَا أصَابَهُ مِن نقْمَة كَان مِن صُنع يَديه هُو فَقط لا غَير، وسَيعلمُ أنّ البادِي أَظلَم والعَينُ بِالعَين والرُّوح بِالرُّوح. عِلمًا أنَّ لا أحَد سَينجو مِن عِقاب الله حتَّى لو نَجى مِن العُقوبة الدُّنيوية.
12 parts