الفصلُ الخامِس 🦢 امرأة

18 1 0
                                    

ولنا أحلامنا الصّغرى،
كأن نصحو من النّومِ مُعافين من الخيبة،
لم نحلم بأشياء عصيّة،
نحنُ أحياء وباقون وللحلم بقية.

_ محمود درويش _

•••

عَلى الرَّغمِ منْ حُبِّ النِّساء لِسَماع كَلماتٍ عَذبة تُلاعب الرُّوح وتُلاطِفها، وبـالرَّغمِ منْ حُبِّهنَّ للدلال والاهتِمام بهنَّ كَـالأطفالِ أحيانًا إلّا أنَّهُ لا داعي لقول كَلماتٍ مُنمَّقة ومُزخرفة بالتَّقليديَّة الرَّتيبة، ولا داعي لاستخدام صِفاتٍ أو ألقاب تقريبيَّة لمدى روعة وقُوَّة المرأة، فكلمة امرأة لوحدها كافية. هي توليفةٌ من عناصر مُتنوعة ومُتفاوتة في صَلابتها ورقتها. هي القُوَّة، والسَّلام، والأمان، والجمال، واللطافة. كلماتٌ كـبطلة وشُجاعة ورائِعة، جميلة لٰكنها لا تُنصِف حقَّ هٰذه المخلوقة التي خلقها الله لتأنسَ لها النفس الوحيدة حتَّى بالرَّغم من نعيم الجنَّةِ ورغدِها إلّا أنَّ شيئًا كان ينقص، الشعورُ بالألفة والأُنس لِروحٍ أُنثويَّة، لرفيقة ينبعثُ الجمال منها، والأمانُ بين ذراعيها، والسَّكينة بِجوارها.

•••

الثامن من مارس | السابعة صباحًا |

« كُلُّ عام والمرأة سيِّدة العدل وكُلّ يوم والمرأة بخير، وقوة، وسلام»

«أينما كُنتنَّ أيَّتُها النساء، فمن قلبي سلامٌ لكنَّ»

مضتْ الأيَّام السَّابقة بِسلام على عائلة باسكوڤ، كَانَت ماريندة تستعيد قُوتها شيئًا فشيء مُذكرةً نفْسها أنَّ عليها أن تكُون بِخير من أجل نفسها ومن أجل عائلتها التي ظلَّت طوال الوقت تشكرُ الرَّب الذِي وهبها إيَّاها. كانت الأمور نوعًا ما مُختلفة مع غابريل، فهو مُبتهجٌ لقبول ابنه القدوم للعملِ في الشركة، مُنشغلٌ ما بين الاهتمام بزوجتِه والتَّأكد من الوجود بجانبها وبين الشركة التي لا أحد من موظفيها يعلم لحدِّ اللحظة المصير الذي ينتظرها، ينتظرُ الأيام بفارغ الصَّبر، نيته أبدًا لم ولن تكن سيئة كُلّ ما في الأمر أنَّهُ يريدُ أن يصبح ابنه أكثر مسؤولية ويُحافظ على اسم العائلة وعملها الذي يسترزق منه آلاف الأشخاص. أما آرلو فقضى الأيَّام بالتَّأمل في جميع مراحل حياته، قراراته، أين سيكُون في المستقبل؟ هل يَا تُرى سيكون على قدر كافٍ من المسؤولية التي يريدونه أن يتحملها؟ ظلَّ يفكرُ بالأمر وبمدى ضخامته، هو بالتَّأكيد يريد أن يُعبر عن امتنانه لوالديه لاحترامهم جميع قراراته وعدم تدخلهم بحياته بشكل مُزعج، لٰكن هل على حِساب نفسه؟ هل سيكون سعيدًا كمحامٍ أم أنَّ مصيره التعاسة بعد أن قضى حياته يلهو ويمرح؟ ومع كل هٰذه الأفكار كان يريد أن ينعمَ بالراحة قبل الشروع بالعمل فكان ينام ويأكل ويتمرن جيدًا.
لا يعلم أن فصلًا مليئًا بالمفاجآت والصدماتِ سيكونُ بانتظاره وستنقلب حياته جميعَ التَّقلبات بِحلوها وعلقمها!

Themis | ثيميسWhere stories live. Discover now