١١: اليد

16 0 2
                                    

بسم الله

•••

ظهور مكسورة، وأجنحة منتوفة
تزيد تلك اليد من عبثها

ولا تترك الصارخ يحس بنعومة يدها
حتى لا يستشعر شيء من دعتها
تريده أن يبكي فيصنع أبحرًا ليغرق نفسه بها
تريده أن ينحني فيقترب كثيرًا من ظله
حتى لا يرى النور الذي يتضاحك من فوقها

يكاد الصارخ أن يسقط
يوشك من الغرق
لكن حين اشتداد انحنائه
طفلٌ من بحره قد خرج
قابل عيني الصارخ المحمرتين بابتسامة
ليقول بعد أن إليه قد قفز:
-أنتَ تؤذي نفسك بغباوة.
يصمت الصارخ ويستشعر الإهانة
هل يعرف هذا الصغير ما يعنيه أن ينكسر ظهرك!
يشعر بالغضب ويعاند
فيكمل صراخه وانحناءه
ينكسر حينها جذعه، فتستقبله ذراعا الطفل بحفاوة
فيما تبقى ساقاه فوق الأرض ثابتة تأبى الخسارة
يحتضنه الطفل بينما معه يسفل، ويقول في سماحة:
-لنغرق، لنعود.

تركا قدميه لتخبرا عن نضاله
وغرقا ليعودا إليها أخف وأقوى من نفسه السابقة
ولكن ليس من اليد العابثة.

____________________

نحن نغرق لنقتل فينا شيءً، فنطفو بعد فترة وقد نجحنا بذلك.

كلُّها يُسرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن