٣١: أحزاننا

57 4 1
                                    

بسم الله

______________

أسدلنا ستائرنا من حيث كان الضوء يأتينا
أردنا نومًا طويلًا، لا غفوة كان القيظ ينهيها
كنا نحمل دُجَى ما قبل الفجر فينا
كنا نحفر الأرض ونهرب منا إلينا
ولم نكن نجد ملتحدًا، ثم أين نذهب صبحًا وليلًا؟
الضوء ما زال يثقلنا، ما بال أعيننا؟
الديجور لا يؤوينا، إذ يأتي يملؤ فينا ما لا يكفينا منا
ما كان وَبالها إلا أنها اعتقدت أنها تحمينا
تكيفت ثلاث ليالٍ ثم باتت فينا
وبات في بالها ديجورنا
شرعت تبصر بنا، وجعلنا نشرع خسوفًا كناه أعظم إنسيًا
سترنا أنفسنا، جعلنا ننقص منا ما استطعنا
أكلنا أنفسنا، وما كان الظل ليكشف عنا
نحن كناه يومًا، كناه وفيه عشنا وبدلنا
أرأيت ظلمة سماءنا وبحارنا؟
أعلمت إذ كُنا فيها قد رقصنا؟
ثم مع كل تلك الحلكة أعيننا تبصرنا
أُسقِطَ في أيدينا، مهما فعلنا
كان عيش الأذى منه يمنعنا
لا تَكنَّا، لم تكن السعادة فينا
لا تكنَّا، ما أفلت نجمة إلا وأبصرتها أعيننا
وإذ غابت شمسنا، أمطرت، وصُعقنا
همست لنا أننا ما كنا يومًا إلا في بؤسنا
أنغصت علينا القليل الذي أكلنا
وأعلمتنا أننا صنعنا سرابنا
وعشناه، كانت أحزاننا معنا وفينا
ما تركناها عند انعطافنا، بقيت تمسكنا
كما مع كل اغماضٍ رأينَا حقل الخزامى أمامنا.

كلُّها يُسرWhere stories live. Discover now