قد كنا في أوائل عهدنا
دخلنا في من كان ها هنا
وبصفير عالقٍ في تراقينا
ردَّدنا لن نكون قاعدينَ
أنكون ممن كانوا بعيدينَ
وآيلين إلى غروب حينًا
وحينًا عالقينَ فيهم وفينا
وغفلةً حافة الكَونِ نَأتيها
ومعهم لفيفٌ مِن الهالكينَ
القانطين إلى الأرض مُثَّاقِلِينَ
يأتون بُكرةً يسمعون دعوة
يُدبِرونَ ضِلَّة لنارٍ ضِرمَةٍ ضارمينَ
كلَّ ما في الصدور فقاتلينَ
منا أنفسهم وفي صمتٍ ضاحكينَ
أنكون حيث يكونونَ؟
لا تخرج السِّنانُ من حلوق الخائنينَ
ما داموا وما دمنا لُجَّة
وظُلمَةً يأتي علينا النورُ باقينَ
على دجى أبائنا تِلكمُ
الدنيا التي نُفنِي لها بِأننا غير فَانِينَ
إذ يُقبل علينا زمانٌ بتنا
فيه لا ندنو ولا ننأى عن الكافرينَ
نقول لسنا في كبدِ السماء
لأننا ذُرُورَ الشمس بتنا
وحقًّا بات فينا صَريمُ ليالٍ
بانسلاخٍ حثيثٍ كان كمينًا
به أمِنَّا أننا لسنا ماثلينَ على
شفا حفرةٍ قديمةٍ قِدمَ اللاحدينَ
فمنا من لا يأتي السوءَ مخا
فةَ من قليل كان ركيزة وعظيمًا
وإن كان القليل يؤذينا ويقول
فينا أننا صفيقٌ، وذاك ليس فينا
وَلُّوه ظُهوركم ووالونا
فما زلنا معكم، ما زلنا كائِنِينَ
ولولا أنَّ النوائب تأتينا
كل غفوة لبِتْنا عمرا لجة وحريقًا
ما السوءُ الذي نحن منه
هاربونَ إلا مماتٌ ولكنَّا كنا هالكينَ
وإن فَررنا، وركضنا، وتركنا
ما زال ما أدبرناهُ أمامنا لسنا سالمينَ
ما سلكنا من طريقٍ إلا
كان إلى ما تركنا وما خشينا
فهذه قصيدٌ لنا ولكم
وإلى من بقي مع فلسطينَ
