بسم الله
•••
كنت على عجلة من أمري في كلَّ يومٍ، لذلك كنت أدهس الرسالة على عتبة بابي وأواسي ضميري أنني سأخذها عند عودتي من العمل. ينتهي اليوم ولا أجدها هناك، فأنسى أمرها ويتكرر الأمر كل يوم.
لكنني تذكرتها اليوم، لأنني لم أنم الليل وتكحلت أحزاني، نظرت للأسفل فرأيتها لأول مرة! كانت عظيمة جدًّا وبيضاء، أحسستها تحمل دنياي عليها فالتقطتها بتجليل لها وجعلت أسير بها، وهي تحمل بداخلها صورة بين جليدين عظيمين.
كتب على حافة الورقة: مكانٌ مبتل.
لم أعرف المعنى، لكنني شعرت بالانتماء.
الرصيف يلمع بعد توقف المطر، وأنا أعبره خائفة من أن أقع، أسأل السماء أن تتحسن يومًا، وأقبض بلطف على الرسالة في جيبي لكي لا تتجعد.
أزفر هواء الأمس وأرجو أن يكف مديري عن تأنيبي والتوعد لي، أرجو أن تتوقف نظراتُ الجميع لي عندما أشرد في مصباحٍ أو ساقِ مقعد، لكن أمنيتي قد ماتت، وازداد المطر في الخارج.
قالوا لي: توقفي عن الشرود، عن اللوم والأعذار، قومي بعملك بإخلاص.
فعلتها حقًّا، لكنكم لم تروه. سُكِبَت قهوتي على الورق فسهرت الليل لأعيد كتابتها، وكررت في نفسي بأسى أنكم لم تروه.
مع انتهائي المتأخر، رأيت مكتب الرجل الذي أحب مبعثرًا فتأخرت أكثر مع ترتيبه، وكررت أنه لن يراني.
ابتسمت بسمة لم تصل لعيني، وأخذت معطفي معي للخروج، مع وضعه على مرفقي أحسست بالورقة تبكي لأنها تجعدت؛ فأخرجتها أعاملها كأنها الذهب الذي لم أُهْدَه قط، قبلتها ثم ابتسمت بصدق، على الأقل الجماد يرى ما أفعله له.
أغلقت الإضاءة وخرجت. تسكعت في الأرجاء ثم تذكرت، لم أنل وجبتي، ولم يسألني أحد إن كنت قد أكلت. تتساقط علي الزخات؛ فأغير الأمنية لأخرى أفضل، لو كانت لي مظلة لكنت أسعد.
أصل أمام منزلي وأرجو أن أكون قد ملأت ثلاجتي، هناك رجل أعاق طريق دخولي، طويلٌ جدًّا، ويغطي وشاحٌ أزرق وجهه، مدَّ لي مظلة، لم أستلمها منه وحاولت أن أعرفه بالتدقيق في ملامحه، أمرني بأخذها فوضعت يدي عليها بحذر، أمسكتها جيدًّا وهو أفلتها ورحل، لم أملك شجاعة لأناديه وأسأله، فدخلت منزلي وأنا أسرد أمنياتي عساها تتحقق كهذه.
____________________________________
----------------------------------------------
السلام عليكم ☻✨
مجرد الهام زارني مع تصميم تلك الصورة
لم أستطع جعلها مقيدة بقافية، أحسست النص وحشيا جدا ولا يريد التقييد، لذا هاكم هذا الشي الغريب:☻💦
وأتمنى أنني أوصلت شيء مما أشعر بها
ملاحظة: لربما سأجعل منها قصة قصيرة ☻✨
أحبكم!
