الفصل السادس عشر...

996 59 5
                                    

الفصل السادس عشر...

وجه حدقاته السمراوتان نحو الهاتف ناظراً نحوه بتردد لبضع لحظات ليعنف نفسه ويبعد عيناه مجدداً ينظر نحو أوراقه تارةً ونحو صغيره المنهمك بلعبه بين يديه تارةً أخرى

تنحنح بإحراج قائلاً :- ساهر عزيزي تريد محادثة والدتك

رفع ساهر ستائر عيناه الكثيفه المشابهه لأهداب والده بأستغراب راداً بتساؤل :- لما!!

أمسك ياسين بسماعة الهاتف متجاهلاً أنذارات وتحذيرات عقله المشبعه بالقسوه قائلاً بتعجل :- أعلم بأنك تريد محادثتها لا تخجل ياصغيري

رمش ساهر عدة مرات ناظراً نحو والده ببلاهه قبل إن يعاود نظره لما في يديه تاركاً ياسين الذي وضع السماعه على أذنه متلهفاً سماع صوتها ؛ رنين يتلوه آخر دون مجيب ليفصل الخط ويعاود الأتصال مجدداً ولا أحد يجيب

وضع ياسين الهاتف وعيناه تهتز فزعاً لعدم أجابتها وهنا تحديداً بدأت معركه شرسه بين قرارات عقله النافيه بنهوضه اليها ودقات قلبه المتلهفه لها

ركل ياسين تلك القرارت اللأنسانيه ونهض مسرعاً آخذاً مقتنياته وحاملاً طفله قائلاً له :- عزيزي لقد أنتهى العمل سنعود للبيت

هز ساهر رأسه وتعلق بعنق ياسين الذي بلع مساحة الأرض تحته حتى وصل لسيارته التي قادها بتعجل وهناك ألف روايه سيئة النهايه تعبث بحجرات قلبه المتيم

≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

على حافة الشرفه جالسه بقدمين ملتفه لصدرها تحتها بركة ماء صغيره بفعل ملابسها المبلله بالماء ؛ شعيراتها الثلجيه ذائبه على جانبي وجهها تسقط من أطرفها قطرات متتاليه من الماء ورغم بللها الغير متناهي و برودة الجو الثائر ألا إن حرارة دموعها تلسع وجنتيها دون هواده تشعر بتلك الحراره تطبع أثرها على قلبها قبل بشرة خدها المنصهر

رغم سماعها لسيارته تحتك واقفه بعنف لم تتحرك حتى قيد أنمله بل ظلت على وضعها تتجرع تلك النسائم البارده مع بلل ثيابها مراراً

أغمضت عيناها بعنف لتتدحرج تلك القطره الحارقه بلا رحمه وهي تسمع أنفاسه المتزايده ثم همسه بأسمها

ركض نحوها قائلاً بغضب :- هل جننتي يا غفران !! ستموتين برداً هل نسيتين ضيق التنفس المصاحب لك

نظرت نحوه نظره حزينه منكسره مليئه بلألم لكن لسانها أبى إن يتكلم وأنعقد بدآخلها معلنناً عصيانه الخارج عن أرادتها

ألهبته تلك النظره التي أحتلت عيناها والتي أوصلت له مدى تأثيرها بكلماته السامه

عادت غفران لنظر مجدداً بعيداً عنه وكأنه غير موجود ولم تعترض حتى عندما حملها متجاهلاً ألم كتفه المصاب ووضعها على السرير برفق جالستاً

غفرانWhere stories live. Discover now