الفصل الثامن عشر...

922 67 2
                                    


الفصل الثامن عشر...

تعلقت أعينهما ببعضهما البعض نظرات تحمل العتاب و عدم التصديق وأخرى تحمل الخجل والتفاجأ

أمسك ياسين بيد غفران المشتته والغير فاهمه ما يجري حولها ليشد خطواته بغضب شديد حتى كادت إن تتعثر الأخيره من خطواته المتشاكله

ياسين أنتظر يا بني قالها قاسم مستوقفاً

وقف ياسين بأعين عروقها بارزه غاضبه هاتفاً بصراخ جهوري :- لست أبنك أنا أبن أبي وفقط يا سيادة اللواء قاسم السعيدي

قاسم بتبرير :- كنت سأخبرك لكنني كنت خائف من ردة فعلك وإن لا تسامحني يا ياسين صدقني

ألتمعت عيناه ببريق صعب على قاسم تفسيره وبستاره دموع شفافه أبت إن تنزل :- أنت أيضاً خدعتني لقد أعتبرتك أقرب شخص الي وبمثابة أبي ولكن في النهايه يتضح لي بأنك السبب في إني أكملت حياتي بدون أم

ياسين صدقني مرات كثيره كنت سأخبرك لكنني خفت إن تكرهني قال قاسم كلماته بدموع أوشكت على النزول

لوح ياسين بيديه بغضب شديد ووجه تهجم بالدموع وهو يرى مرفت تبكي بصوت مسموع وتحاول توسله :- جميعكم خدعتموني وكأنني خلقت فقط كي يتم الكذب علي

أقترب ياسين من مرفت قائلاً بصوت متعب :- لقد كنت أفكر في أعطائك فرصه ثانيه لكنك في فعلتك هذه ضاعفتي كرهك بقلبي مجدداً

أمسك قاسم كتف ياسين قائلاً برجاء :- بالله عليك لا تحاسبها على فعلتي وعد لوالدتك يا ياسين العمر لم يتبقى فيه الكثير

حرر ياسين كتفه من يد قاسم وأمسك يد غفران مكملاً طريقه متجاهلاً مرفت التي سقطت على الأرض بأنهيار تام تبكي فقدانها لولدها للمره الثانيه بعد الألف

أغلق باب منزله بعنف حتى عاد صدى صوته عدة مرات يتكرر ليجلس على الكنبه يتنفس بغضب ويسمح لدموعه بالهطول تشكو تعبه وأرهاقه المتواصل

جلست بجانبه بتردد لتقول بصوت باكي :- آذيناك كثيراً يا ياسين صحيح

ألتفت نحوها بوجه متعب للغايه :- ليتني أستطيع مسامحتكم كي ابدأ حياتي مجدداً

أمسكت بيده قائله بهمس :- لا ألومك على عدم مسامحتنا حتى الآن لكنني ألومك على أتعاب روحك ؛ أعطي نفسك فرصه كي تنسى وتسامح

تهدجت أنفاسه وهو يستلقي ويضع رأسه فوق أقدامها متكوراً كالجنين أبتسمت هي ولم تبخل عليه بالحنان الذي حرم منه لتخلل أناملها البيضاء الناصعه بين شعيراته الكثيفه السمراء وهي تعلم بأنه يمر بلحظة ضعف مما حصل معه

≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

"" صباحاً ""

فتحت أعينها المتورمه من أثر نوبة بكاءها الذي لم ينتهي الا في ساعات الفجر الأولى لتسقط بعدها في دوامة نومها المتعب حتى العمق

غفرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن