المشهد التاسع

853 54 0
                                    

وقفت بنافذة غرفتها بعد وقت طويل من التفكير والحنق مما يحدث،

لتلمح أحدهم يقترب من أول الشارع فهرولت من غرفتها لخارج الشقة تركض على الدرج تختبأ أسفله حتى وصل المنتظر، فتسحبه بعنف،

أجفله منتفضًا, هاتفًا بتحفز:" ايه فيه ايه؟.. مين!.."

فيأتيه صوتها الساخر بتهكم من بين أسنانها:" الملامين.. أنا صعبة المنال يا خويا.."

_روفيدة!.. بتعملي ايه؟..

اتسعت عيناه بضوء المكان الذي يكاد يكون مظلم أسفل الدرج، من وجودها بهذا الوقت،

والأخيرة تلصقه بالجدار خلفه، تهزه بقوة،

قائلة بحدة:" ولا الكلام اللي قولته لأمي فوق ده اوعى تكرره.."

عقد حاجبيه بحيرة يتذكر ما حدث، ثم التوت شفتيه بابتسامة خبيثة,

يسألها بتعجب مصطنع:" ليه؟.."

ليكون دورها باتساع عينيها باشتعال حانق، هاتفة بعصبية:" هتستهبل يا سيف مانتا عارف شهد.. ما هتصدق ونلبس.."

ابتسم بمكر، ثم قال برقة، ويده تمسك بيدها تبعدها عن ياقة ملابسه:" وماله يا روفي وأنا أطول.."

ذلك المستفز يستغل الوضع وهي تعرفه جيدًا لن يدع الفرصة كي ينتقم منها، ويحرق دمها، لكن الأمر هذه المرة ليس جيدًا أبدًا،

والدتها ستضع الموضوع ببالها، خاصة وهي ترى ذلك الاهبل عريس جيد من وجهة نظرها، وستتخلص منها بفارغ الصبر؛

أما بالنسبة إليها فهو كسيف شخصية مثيرة للاستفزاز، في كل حالاته، سواء ببروده، وخبثه الذي تعرفه عن ظهر قلب،

أجفلت حين وجدته يميل عليها بوجهه، يتنهد بخفة، هامسًا بنعومة:" ده إنتِ طعمة اهو.. والموقف زي الفل تحت بير السلم.. والدنيا ضلمة والشيطان ثالثنا وبيحرض ع الرزيلة.."

تراجع رأسها للخلف وازداد انعقاد حاجبيها، تنظر إليه باستنكار هاتفة:" دي تبقى خالتك.. ولا إنت ضارب ايه!.."

وسيف قرر انتهاج مبدأ النحنحة، فمن أمامه جميلة حقًا وكأنه يراها للمرة الأولى،

هي بزوبعة جنونها لم تنتبه أنها هبطت من الشقة بملابس النوم رغم أنها ليست مغرية إلا أنها جذبته، أو ربما الضوء قد جعل رؤيته تتشوش؛

فملابسها لم تكن سوى تي شيرت قطني منتصف الاكمام لم يحدد ملامحه، وبنطال رياضي ضيق نسبيًا، شعرها ليس معقودا كعادته؛

بل تركته بربطة متهدلة تنفلت منه بعض الخصلات المشعثة حول وجهها، ليمنحها هالة مميزة،

مما أدى إلى تثاقل أنفاسه، يسبل أهدابه قليلاً،

يهمس بحرارة:" روفي ما تسيبك من عم جعفر, وتركزي معايا، يمكن ربنا يكرمنا سوا.."

روفيدة وسيف Où les histoires vivent. Découvrez maintenant