المشهد السابع والعشرون والأخير

1.2K 59 4
                                    


يا ليلة ما جاني الغالي و دق عليّا الباب
اتبسمت أنا زي العادة و قلت يا باب كدّاب
أتاري حبيبي بيقوليا حبيبي
يا مطفي لهيبي إفتح... دوّبني الغياب

كلمات الأغنية خرج من الحمام يدندنها, مبتسمًا بسعادة, بعد عودته من تلك المهمة التي غاب فيها عشرة أيام, بعيدًا عن بلاءه الاختياري,

كما أسماها, فهو من اختارها وتمسك بها رُغم كل الاشارات التي كانت تبدو له جليّة كي يتراجع عن هذه الزيجة..

ضحك يهز رأسه بيأس, فهو قد اشتاق لها بشدة, رُغم أفعالها, بل واستقبالها المميز,

فأي زوجة تستقبل زوجها بابتسامة مبتهجة, ترتمي بحضنه تقبله باشتياق,

إلا تلك البلوة السوداء, فقد انقلب وجهها, مع ارتفاع شفتها السفلى, وهي تفتح الباب لتجده أمامها فاردًا ذراعيه,

هاتفًا بابتسامة واسعة:" روفي وحشتيني.."

فلا ينال منها, سوى نظرة حانقة, مع قولها:" وحش لما يلهفك.. شرفت.."

غير آبهة لذراعيه المفتوحين كدعوة للاحتضان,

بل أجفل منتفضًا, حين مدت يدها قابضة على تلابيب قميصه, تتحرك لخارج الشقة, تجره خلفها, مكملة بنزق:" مفيش عشا جوا.. كنت نازلة أصلاً آكل عند شهد تحت.. تعالى.."

فيتحرك خلفها وقد انقلب وجهه لبائس, يكاد يبكي قهرًا..

وشهد التي تفاجأت من وصوله, لكنها رحبت به كعادتها, ترمي روفيدة بنظرة حارقة, وهي تبتسم بوجه سيف بتكلف,

موجهة كلماتها لابنتها:" سيف لسه واصل.. كنتِ خلتيه يرتاح بدل ما تنزلوا.."

فترد عليها وهي تأكل دون مبالاة:" جعانة.. ناكل ويبقى يطلع ينام.."

_يطلع!..

والكلمة خرجت هامسة من سيف, عالية من شهد باستنكار,

تقترب من ابنتها, تلكزها بقوة, مع قولها من بين

أسنانها:" طلعت روحك يا شيخة.."

ثم تميل مربتة على كتف سيف, بنظرة مشفقة, مردفة بحنان:" كل يا حبيبي, وبعدها اطلعوا علشان ترتاح.."

فيأكل بزفرة يائسة, لكن بعد أن انتهى, وذهب لغسل يده, وعاد, وجد شهد تُمسك بروفيدة من كتفها, ويُجزم أنها قد عنفتها, مع بعض اللكزات, حيث كانت تمسد ذراعها, واقفة عند باب الشقة المفتوح,

وحين رأته, قالت برقة:" يلا يا حبيبي.. اطلع مع مراتك.."

دافعة ابنتها لخارج الشقة, وهو خلفها, ليجدها تهرول الدرجات, تفتح الباب, دالفة للشقة, مختفية بها,

روفيدة وسيف Where stories live. Discover now