المشهد الواحد والعشرون

736 46 3
                                    


بعد تلك الخطبة السوداء على رأس سيف كما تقول روفيدة,

لم تدخر الأخيرة أي جهد لتنغيص حياته, كي تلونها بالأسود القاتم, فلا تدع صدفة إلا وقد حولتها لجحيم,

تفعل كل ما بوسعها كي يقوم بفض الخطبة معه, في حين تتلبس شخصية الرقيقة الهادئة مع والدتها, والتي ترمقها بنظرات مرتابة, فهي خير من يعرفها؛
لكنها لا تكترث, فشهد تقوم بدور أم العروسة بكل تفاني وإتقان,

بل ببعض الأحيان تجر روفيدة جرًا؛ كي تذهب لتنتقي بعض من جهازها, وتلك مرحلة التعذيب لها,

والتي تقوم بإنزالها على رأس تعيس الحظ سيف كما يُلقبه آدم..

فيهرب كلاهما للعمل..

هو منها, وهي من والدتها..

وكعادتها دلفت إلى مكتبهم دون إنذار تتطلع إليهما بفضول, وهي ترى حركاتهم السريعة في ترتيب بعض الملفات ووضع، دون أن يعيراها انتباهًا،

رمقها سيف بنظرة خاطفة من فوق كتفه،

فتساءلت:" هتعملوا إيه بالملفات دي؟.. رايحين فين كدة؟.."

تلك الابتسامة التي انتشرت على وجه آدم بطريقة مريبة جعلت فضولها يزداد,

وهو يجيبها بسعادة بالغة:" حملة آداب.. يا وعدي.."

اتسعت عيناها بدهشة مستغربة فليس مجالهما،

فرددت بحيرة:" حملة أداب!.. مين بلغكم عنها؟.."

وعاد شقيقها المبتسم بوله يجيبها بفخر وكأنه قام بعملية بطولية له فيها

دور الأسد:" يا حبيبتي ده وكر للرزيلة بنتابعه من مدة.. واتكبس عليه الليلة, ومقولكيش على الخير اللي فيه, وملفات مقفولة هتتفتح.."
لمعت عينا روفيدة وقد فغرت فاها بابتسامة مشدوهة،

هاتفة بحماس:" أنا جاية معاكم.."

ومع كلمتها توقف المستمع الصامت عما يفعله يلتفت إليها بعينين متسعتين،

مستفهمًا باستنكار:" ايه ايه ايه!.. تروحي فين ياختي!.."

فغرت فاها تجيبه, لكنه قاطعها قبل أن تتحدث, يرمقها بنظرة مشتعلة، مضيفًا:" اهبطي, واقعدي مكانك.."

عقدت حاجبيها تنظر إليه بامتعاض، وهي تقول بنزق محتج:" ليه يعني؟.. مش بتقولوا حملة؟.. أنا عايزة......"

جز على أسنانه يكتم أنفاسه بسخط يحاول التحكم بأعصابه التي تهدد بالانفلات مع كل أفعالها السابقة،

قائلاً بتشنج:" تروحي فين؟.. اترزعي وملكيش دعوة بينا.."

عقدت ذراعيها أمام صدرها بتبرم, ترد نظرته بسخط, تسأله بتذمر طفولي:" اشمعنى إنتوا؟.."

روفيدة وسيف Where stories live. Discover now