المشهد الرابع عشر

826 50 0
                                    


المشهد الرابع عشر

حين عاد للمنزل وجد والدته تقف بانتظاره أمام الباب بنظرات مشتعلة بغضبها؛

جعله يشعر بالتوجس مفكرًا سريعًا إن كان قام بشيء ما قد أثار غضبها لكنه لم يجد..

فزم شفتيه مغمغمًا بنزق:" بصي أنا مش عارف ايه اللي حصل.. بس أنا بنكر كل حاجة.."

لم ترد عليه بل وجد وجهها يتلون بالانفعال الواضح؛

فزفر متسائلاً بنبرة شبه باكية بتوسل:" مالك يا حجة؟.."

ازداد انعقاد حاجبيها مع زمها لشفتيها، تشير بيدها, قائلة بحدة آمرة:" روح هات المتخلفة أختك.. غافلتني وأنا مع صاحبتي ومعرفش راحت فين.."

التوت شفتيه بامتعاض مع نظراته الحانقة, يسبّ شقيقته, لاعنًا انتسابه لهذه العائلة،

وشهد تهذر بعصبية تتحرك بمكانها بسخط:" هتجيبوا أجلي قريب بعمايلكم السودة.. أقول إيه ابتلاء معرفش عملت إيه علشان ربنا يبتليني بيكم.."

بهدوء أقرب للبرود تراجع للخلف، حتى خرج من الباب المفتوح خلفه ثم أغلقه على والدته وصوتها الحانق بكلماتها المعتادة،

صعد الدرج مهرولاً بتلقائية, عالمًا أن خائبة الرجا ستكون هناك،

متوعدًا إياها بكف "وصاية معتبر على قفاها" يصيبها بالحول أسبوع..

ومع قربه من السطح سمع تلك الأصوات الهادرة, وتخص شقيقته المصون, وقد تحولت لابنة حواري,

تقوم بوصلة ردح معتبرة تنزلها على رأس تعيس الحظ والذي تبين أنه سيف..

تجمد مكانه بذهول من المنظر أمامه؛

فسيف يقف محشورا بزاوية يكاد يخترق الحائط وأمامه روفيدة تقف بجسد متحفز بهجوم،

وبيدها مكنسة لا بل ممسحة حمام تهاجم بها سيف الذي يحاول تهدئتها..

ودون قدرة على التحكم بنفسه, هتف بذهول:" إيه اللي بيحصل؟.. مالك محشور حشرة فار في الحمام!.."

بوجه أحمر مشتعل وعينان تكادا تنافسا الجمر, التفتت إليه روفيدة، فتراجع خطوة بلا شعور،

قبل أن تعود بوجهها لسيف هادرة بعنف، تضربه بطرف الممسحة بذراعه:" يمين بالله نهايتك الليلة.. شكلك وحشوك مراحيمك وعايز تروحلهم.."

محاولاً صد هجومها الغاشم، هاتفًا بتحذير:" يا بت اتهدي أفهمك.. هتغابى عليكِ.."

_تتغابى على مين يا ابن المهابيل؟.. ده أنا هعلم اللي خلفوك الأدب.. ولا إنتَ أمك كانت بتضرب إيه وهي حامل فيك، ولا......

روفيدة وسيف Where stories live. Discover now