المشهد السابع عشر

751 50 0
                                    


ما إن وصلا إلى القاعة حتى اتسعت عينا روفيدة بارتياع وهي ترى ما حولها..

كل تلك الحشود، بل الأضواء، والموسيقى الحالمة حتى تراجعت للخلف تود الهرب،

متمتمة بداخلها:" يا مصيبتي السودة.."

إلا أن سيف شعر بها ورأى تلك النظرة المرتاعة على وجهها فقبض على كفها الموضوعة على ذراعه،
يميل عليها قائلاً بقوة:" اثبتي.."

بطرف عينها نظرت إليه وقد تحولت نظراتها إلى الساخطة،

تخبره بغل:" إيه ده إنتوا عازمين البلد كلها.. فرح ابن العمدة وأنا معرفش!.."

ارتفع ذقنه بزهو، ينظر حوله بفخر،

وهو يجيبها بغرور:" طبعا يا بنتي هو أنا عيلتي قليلة.. ده احنا واخدين العمودية وراثة.."

ارتفعت شفتها العليا بازدراء، تخبره بفتور:" طب متتنفخش أوي كده يابن العمدة, بدل ما تفرقع.."

تحركا للداخل قليلاً ليجدا الموسيقى, قد تبدلت لأخرى صاخبة وقد التف حولهما العديد من الحضور، يتراقصون بسعادة،

واقترب منهما عم سيف ينظر إليه بفخر أبوي،

يحتضنه قائلاً بحنان:" مبروك يا سيف يابن الغالي.. أنا الفرحة مش سيعاني.. متعرفش أنا اليوم ده كنت مستنيه من امتى.."

فيحتضنه سيف بقوة مربتا على ظهره، يرد عليه بحب:" الله يبارك فيك يا عمي.."

وتلك الواقفة بجوارهما تنظر إليه بامتعاض، مغمغمة بنزق:" محسسني إنه عمل انجاز.. عيلة مأفورة.."

إلا أنها أجفلت حين شعرت بكف أحدهم على ذراعها فالتفتت إليه بحدة غاضبة، لتجده آدم ينظر إليها بابتسامة ناعمة،
يخبرها برقة:" مبروك يا روفي.."

تلك النبرة المغايرة لطبيعته جعلتها ترمقه بريبة،

تخبره بفظاظتها المعتادة:" آدم.. أمك كانت هتعمل فيها أم العروسة هي بهتت عليك ولا إيه؟.. لم الدور أنا شوية وهجري من هنا وافضحكم.."

انقلبت ملامح وجهه الازدراء، وهو الذي شعر بنغزة بقلبه حين رآها بهذا الشكل.. لكنها تثبت كالعادة أن المظاهر كاذبة،

فرماها بنظرة حانقة، قائلاً بامتعاض:" بت فصيلة.."

ثم تحرك مهما بالرحيل حين وجدها تتمسك بذراعه بقوة، فسألها بجفاف:" عايزة إيه!.."

تلك النظرة المذعورة بعينيها جعلته بعبس، وهي تقول بارتياع:" رايح فين وسايبني لوحدي.."

ارتفع حاجبه بدهشة، تحولت لساخرة، وهو يقول:" مالك يا بطة خايفة ليه!.. بعدين معاكِ سيفو اهو خطشيبك يا حبيبتي.."

روفيدة وسيف Donde viven las historias. Descúbrelo ahora