المشهد العاشر

865 56 2
                                    

مزاجها عكر بطريقة سوداء, فهي بيوم إجازتها وأرادت النوم..
لكن اتصال والدتها تُخبرها أن تذهب لخطيب ابنة خالتها سهام المائعة, والذي قام بالسقوط وكسر ساقه,

فأخبرتها أن تتصل بآدم؛ لكنها لم تستطع الوصول إليها لتتصل بها هي,

وحين رفضت متململة, غضبت بشدة موبخة إياها أن عليها الذهاب حيث ابنة خالتها هناك معه,

وكأنه من باقي أفراد عائلتها, لاعنة سهام وخطيبها, وعائلة عائلته..

حين خرجت من الشقة, وجدت سيف يهبط من الأعلى يرتدي ملابس عادية, يبتسم لها بسماجة واضحة, جعلها تسبه بسرها,

متجاهلة إياه مكملة هبوط الدرج, لكنه أسرع خلفها,

مناديًا:" روفيدة.. على فين؟.."

جزت على أسنانها بقوة, تزفر أنفاسًا حارقة,

قائلة بفتور:" رايحة في داهية.."

ارتفع حاجبه باستهجان,

فتزفر بحنق, قائلة بنزق:" خطيب المخفية سهام رجله اتكسرت.. وهروح أزوره بالمستشفى.."

هز رأسه متفهمًا, ثم تحرك يمشي بجوارها, يقول ببساطة:" طيب وإنتِ مالك؟.."

مطت شفتيها للجانب بغيظ, تقول بغيظ مكتوم:" شهد عندها شغل بالمدرسة, وهتتأخر لبعد العصر.. والمحروقة بنت أختها اتصلت تعيطلها.. وتعمل فيها اليتيمة المسكينة, وعايزة حد معاها.."

زم شفتيه بقوة يكبت ضحكته من منظرها الغاضب, ثم تنحنح, قائلاً بهدوء:" طيب أنا هروح معاكِ.."

ارتفع حاجبها بدهشة, فهز كتفه بخفة, مكملاً:" يعني زيارة المريض واجب.."

أخذت نفسًا عميقًا, تزفره بقوة, ثم وقفت بغتةً, فوقف بدوره, تتفحصه بنظرات مريبة,

تسأله بنبرة قاتمة:" مالك يا سيف.. عمال تتنحنح الفترة دي.. بتفكر في إيه؟.. أنا مش فيقالك.."

ابتسم بتسامح, يرفع يده, ضاربًا جانب جبهتها بسبابته, قائلاً:" طلعي النية السودة اللي بدماغك يا روفي.. كان موضوع وهزرنا فيه وخلاص.."

هزت رأسها بشك, مغمغمة:" مش مرتحالك والله.. بس أنا بحذرك.."

ثم نظرت حولها تبحث عن سيارته متسائلة:" فين عريبتك طيب؟.."

_عند الميكانيكي.. ناخد تاكسي..

تهدل كتفاها ببؤس, لتعود لاعنة سهام, تتوعدها بنتف شعرها حتى تُصبح صلعاء,

وقد تُكمل على ساق ال (مخفي) خطيبها, مسببة له عاهة مستديمة قد تمنعه من الزواج..

أشار سيف لسيارة أجرة, مرت أمامهما ولم تتوقف, وبعد الكثير من المحاولات, وجدا واحدة تكرمت عليهما ووقفت..

روفيدة وسيف Where stories live. Discover now