|| ستولد ساحرة ||

٧

فتحت عيني بصعوبة، كانت تراودني أحلام غريبة ورومنسية عن أرتيم للتو، أشعر بالإرهاق، كنت في غرفتي، على سريري والمكان مُظلم، أبصرت النافذة المكسورة وضوء القمر القادم منها، حركت جسدي المُتعب للجانب لأرتعش بصدمة، أفزعتني رؤية عيني أرتيم تتوهج في الظلام.

وضعت يدي على صدري باِرتعاب وهمست "ما الذي تفعله هنا!"

أشعل المصباح الذي بجانبه ليتضح كل شيء، كان جالس على الأريكة الصغيرة ليستطرد "أنا… لم يكن لدي شيء أفضل لأفعله لذا بقيت أحميكِ من الوحوش التي في الخزانة وأسفل السرير"

ضحكت بسخرية لأرفع البطانية عني مُحاولة النهوض "ماذا عن خالي؟ هل هو بخير؟"

"أوه لا تقلقي بشأنه إنه نائم في غرفته، يحدث هذا عادة عندما يستعمل المرء كمية هائلة من السحر، لهذا يجب أن تدعيه وشأنه في هذه الأيام" قال الجملة الأخيرة بدعابة.

حدّقت في كفّي اللتان اختفى منهما السحر، كانت تتواجد بعض الرسومات على الطاولة بجانبي، للحظة اعتقدت أني أتخيل، لكني استطعت تحريك الورقة وجعلها تطفو حتى تسقط بين يديّ.

"كيف!" سألت بذهول فقال أرتيم "أنتِ الآن تستعملين سِحر والدتك، لأن الأشخاص الأشرار هناك يتعقبون سحركِ أنتِ وليس والدتك، إن وليام ذكي عندما يكون للسحر علاقة بالأمر"

ابتسمت بجانبية "اعتقدت أني لن أستطيع استعمال قدراتي أبداً… أنا فعلاً أدين له بحياتي"

"لا تُجهِدي نفسك، أنتم عائلة" قال ثم نهض متابعاً "الآن بما أن الوحوش في الخزانة لم تعد تزعجك، علي الذهاب"

صفعت جبهتي بخفة "لقد نسيت، شكراً لك يا أرتيم، أنت تعتني بنا دائماً رغم أنك عدو قديم لخالي"

هربت ضحكة من شفاهه ليجيب "لا مشكلة، لقد كنا نمزح بشأن العداوة، إنها قصة قديمة عن حرب غبية حصلت بين المستذئبين والسحرة لكنها انتهت وكل شيء بخير الآن"

عقدت حاجبي وهمهمت باِستغراب، نهضت بعدما استجمعت قواي لأتفوه "كنت أفكر بصنع شيء لذيذ من وصفات جدتي السرية بمناسبة أننا نجونا، لكن يبدو أنك على عجلة من أمرك"

"أوه لقد لمحت للتو وحش أسفل السرير لذا أعتقد أنه يجب أن أبقى قليلاً" تلفظ بضحك لأتنهد وأخرج من الغرفة، كنت أذهب للمطبخ وأرتيم يتبعني، جلس على إحدى الكراسي وقال "أليس لديكم كرسي أكبر؟"

أشعلت الأنوار وأجبت بينما أبحث عن المُكونات التي أحتاجها "أنت لن تجلس طوال الوقت، أحتاج المساعدة"

"لا هذه فكرة سيئة أنا لا أجيد الطهي أبداً!"

عقدت حاجبي "ولكن كيف؟ ألم تشاهد شخص يطهو أمامك من قبل؟"

نفخ بملل "حسناً أنا أعيش حياة مُختلفة… أعني لدي من يطهو لأجلي"

"هل تعتمد على والدتك طوال الوقت أم ماذا"