٤

12.4K 1.1K 100
                                    

كنت أحتاج لترتيب أفكاري وأولوياتي، أخبرت خالي أني سأتجول، كان قلق بشأني لكنه سمح لي بالذهاب، هو يعرف ما أمرّ به، اكتشاف كل تلك الأشياء دفعة واحدة ليس سهل.

كنت أمشي في الشارع، ظلام دامس، مليئة بالثقة، بعد معرفة ما أستطيع فعله من عجائب لم أعد خائفة من شيء، بما أني لم أعد خائفة، دعوني أذهب للغابة وأحاول فعل شيء مذهل دون أن يرى أحد.

وصلت إلى المستنقع، رأيت اليراعات المتراقصة حول تلك الأشجار، انعكاسها على صفحة الماء، كان مذهل، رؤيتي لمنظر كهذا سحب مني بعض الألم، جلست قرب المستنقع وحركت يدي في الماء من جديد، لا أعرف لماذا أحب فعل ذلك.

"ألن يظهر الذئب هذه المرة" حادثت نفسي بحماقة، ماذا لو حاولت تحريك كتلة من الماء دون أن ألمسها، هل سأستطيع فعلها؟

اذكر أني شعرت بألم في أوردتي عندما حصل ذلك الشيء، وأن خفقات مؤلمة خرجت من قلبي، مازلت لا أفهم ذلك بشكل كامل، يجب أن يعلمني خالي أولاً.

"أنظروا من وجدت هنا!" سمعت صياح من خلفي، إنه الصوت تريس البغيض الذي تسبب في كل هذا اليوم، ولكن أنا لست تارا التي يعرفونها، ليس بعد الآن.

نهضت واستدرت إليهم وأنا أرمقهم ببرود، كانت تريس ووجهها مليء بالضمادات، رفاقها الذين يدخنون معها طوال الوقت واقفين خلفها وعلى وجوههم ابتسامة خبيثة.

اقتربت إلي وبدأت بالدوران حولي ببطء وهي تتحدث "لم يكن لدينا متسع من الوقت لنعلمكِ درساً هذا الصباح بسبب أن مبنى المدرسة تداعى ولم يعد صالح الوجود فيه... لكن الآن ها أنتِ ذا لوحدك"

هل حقاً يصدقون أن المبنى يتداعى... ما هذه الكذبة الرائعة ومن الذي اخترعها، أمسكت ذراع تريس مقاطعة دورانها وقلت بثقة "أريد رؤيتكِ تحاولين"

دفعتني عنها بقوة وأستقطتني أرضاً، كان لدى رفاقها حبل، عندها فقط شعرت بالخوف، لقد كانوا يراقبونني لقد خططوا لكل هذا، أتمنى أن تفعل قدرتي شيء ما، لكن لم يحدث شيء، بدأوا يلفون الحبل حول يدي وأنا أصرخ بهم وأحاول ركلهم بلا فائدة.

"أتعلمين تارا... قديماً كانوا يحرقون الساحرات، وأنتِ غريبة أطوار كفاية" قالت تريس وألصقت ظهري بجذع الشجرة بينما رفاقها الآخرين يكملون لف الحبل حولي، لقد تعلقت بالشجرة الآن ولا مهرب من هذا المأزق، لماذا لم تحدث لهم كارثة مثلما حدث هذا الصباح.

لكني لم أدع الخوف يسيطر علي، حافظت على هدوئي وحادثتها "فكي وثاقي وإلا ستندمين، لن تري يوم جيد بحياتك اذا وقع عليكِ حقد عائلتي"

لحظتها شاهدتُ هاتفي في يدها ورمته في المستنقع بينما تجهش بالضحك بقوة لتصيح "أي عائلة!؟" مدّت ذراعها للخلف حيث أتباعها الأغبياء ليضع واحد منهم علبة كبريت في كفها، بدأت ضربات قلبي تتسارع، الأمر يصبح جدي.

|| ستولد ساحرة ||Where stories live. Discover now