البداية

38K 1.5K 403
                                    

بعيداً حيث لا يطئ البشر ولا ينشرون خرابهم، في الغابة ذات السمعة السيئة المليئة بالذئاب...

أرتيم كان ينتظر شخص ليس بمستذئب، كان الألفا بهيئته البشرية، رجل حنطي البشرة ولديه عيون من الكهرمان، أفضل حاسّة لديه.

أخيراً وصل الشخص الموعود، اقترب إليه ذو الشعر الثلجي والأوراق المُرهقة من الخريف تتكسر تحت قدميه ثم أسند يده على الشجرة واستطرد آخذاً أنفاسه بعدما عذّبته تضاريس الغابة "لا أريد إطالة الكلام يا أرتيم ... كل ما أريد قوله أني وجدت ابنة أختي"

"لماذا تُخبرني بهذا الآن؟"

"لا أعرف كيف أبدأ… جئت هنا لأحذرك فبصيرتي تخبرني أنها قوية جداً… أكثر من أي شخص تعرفه"

"وما المطلوب مني الآن؟ لم أفهم بعد يا وليام"

"لقد روادتني رؤية… كنت هناك في الرؤية تموت ببطء، أقول هذا حتى أحذّرك... أمامك عمل شاق، سوف تدخل فتاة جديدة قائمة أعدائك الأقوياء"

ظهرت ابتسامة باردة على أطراف شفتيه وختم اللقاء المزعج هذا "وليام نحن نعرف بعضنا منذ وقت طويل ولطالما تنبأت عن موتي ولكني دائماً أنجو… أنصحك أن تتخلى عن هواية تنبؤ المستقبل، تجاهل كل هذه الكوابيس"

ترك أرتيم المكان وراءه، وليام كان ينظر في ظهره وهو يرحل ويتمتم "ولكن ليس هذه المرة…"

***★****★***

لطالما كنت أتساءل، هل الموت مؤلم؟ لكن لم يعد يهم بعد الآن... لم يعد لدي مَن أقلق بشأن حزنه أو يقلق بشأني.

أنا فتاة مليئة بالتعاسة وازدادت تعاستي وبقوة بعدما فقدت جدتي منذ شهر، آخر فرد من عائلتي والشخص الوحيد الذي يهتم لأمري.

حياتي المدرسية أسوأ بعد.
ماكستون الفتى الذي أحبه لا يعرف بوجودي حتى ولديه حبيبته الرائعة التي يتمناها الجميع، أنا فقط أراقبه من بعيد وأتمنى له حياة سعيدة مختلفة عمّا أمر به.

كان من المفترض أن أكون في الصف أتلقى الدروس ولكن لم أستطع البقاء هناك، كان الجميع يتحدثون عني ويتساءلون بين بعضهم متى سوف أنفجر بالبكاء لهذا استأذنت من الأستاذ وخرجت.

أخذت أتجول في ساحة المدرسة، كنت أبحث عن بقعة فارغة وضيقة للاِختباء فليست لدي نية العودة للصف، ستبدأ استراحة الغداء بعد دقائق على كل حال.

وجدت بقعتي الضيقة التي لا يدخلها أحد... لكن كان فيها أربع دُخلاء يدخنون الممنوعات، أكثر الفتيات كرهاً لي هنا خصوصاً تريس لهذا علي الإبتعاد قبل أن يرَوني.

قبل أن أخطو للخلف صاحت تريس "أمسكوا بها!" وهنا بدأتُ بالركض لكنهم كانوا سريعين، قاموا بمحاصرتي وثبّتني اثنان منهم على السياج الشبكي الذي بدأ يرتجف، كنت آخذ أنفاسي وأحدق بتريس بلا مبلاة منتظرة أن تنهي تهديداتها، كانت تحذرني أني إن أخبرت أحد عما رأيت سيقومون بقتلي كالعادة، لقد حفظت كل هذا الكلام.

|| ستولد ساحرة ||Where stories live. Discover now