٣

13.1K 1.1K 107
                                    

رغماً عني أوصلني ويليام إلى المدرسة بسيارته، كُنت ذلك النهار مُلفتة للأنظار لأني لم آتي بسيارة شخص غريب من قبل، أكثر شيء جذب الأنظار الآن كان اقتراب ماكستون إلي، يا إلهي لديه عيون مذهلة، كان يبتسم لي ويتحدث إلى خالي وقطع له وعود بأنه سوف يعتني بي دائماً... شكرا ويليام أنا أدين لك بحياتي.

كان نهار مدرسي مليء بالهمس والتساؤل والشائعات، لكن لم يجرؤ أي أحد على سؤالي عما حصل فجأة في حياتي، انتهى دوام المدرسة ورحل الجميع إلا أنا بقيت في الفصل، كان علي كتابة اختباراتي التي فاتتني خلال الحِداد.

كنت أترقب مجيء أستاذي حتى يعطيني أوراق الإختبار، لكن أشخاص آخرين دخلوا فجأة، تريس التي لا تتوقف عن تعاطي الممنوعات وحبيبة ماكستون التي تكون ملكة التشجيع وشابان آخرين.

زفرت أنفاسي بملل قائلة "ها قد بدأنا مجدداً، ألن تدعوني وشأني يوماً!"

اقتربت إلي ملكة التشجيع ينرجسية ووضعت يديها فوق طاولتي، ابتسمت بسخرية واستطردت "ألا تملين يا تارا... طوال الوقت تحاولين وتحاولين، لكنك دائماً لا شيء مهما فعلتِ، إن كنتِ تنظرين إلى حبيبي طوال الوقت لا تعتقدي أني لا ألاحظ ذلك وسوف أسكت عن الأمر"

"ماذا تريدين الآن؟" سألت بملل لتتقدم تريس وتتحدث "لقد عبثتِ مع الأشخاص الخطأ يا تارا... لا تدّعي البراءة، لقد طُرِدت من المدرسة بفضلك، أيتها الواشية الحقيرة"

نهضت بغضب وصحت بهم "يكفي! دعوني وشأني أنا لم أقترب منكم يوماً! ولم أشي بكِ! أنتِ الغبية التي تتركين بقايا سجائركِ وأغراضك المقرفة على الأرض بالتأكيد سيلاحظها المعلمين"

دفعتني ملكة التشجيع وأرغمتني على الجلوس "ماذا تحتاج فتاة فاشلة مثلك حتى تلفت الإنتباه! تحتاج لبعض عمليات التجميل"

"إياكِ أن تحاولي لمسي!" صحت بها بغضب لتبتسم لي بفظاظة وتعيد انظارها على الشباب خلفها "أكملوا معروفكم وستحصلون على جائزة!"

ثبتت ذراعي بقوة على الطاولة ورأيت الشابان يقتربان إلي بينما يفرقعان عظام أصابعهما، كنت لا أرى أي أمل أو مهرب، أشعر بالخوف الشديد وأحاول إخراج ذراعي من قبضتها.

شعرت بذبذبات غريبة حولي في الغرفة، كانت كل المقاعد تهتز، المصباح في السقف ينطفئ كل لحظة، لا أعرف ما الذي يحصل وكانوا ينظرون حولهم مذعورين مثلي تماماً، فجأة ارتفعت كل الطاولات من حولنا وشعرت بثقل كبير في رأسي وقلبي كأنه يكاد ينفجر، صرخت بقوة محاولة ببؤس أن أهرب "دعوني وشأني!!"

سرعان ما صرخت بكلامي سقطت كل المقاعد وتكسرت كل النوافذ ليتطاير الزجاج في كل مكان ويصنع جروح لنا جميعاً، كانوا يصرخون بذعر وينظرون للدماء على يديهم.

لم أستطع استيعاب شيء، فقط هربت، أركض ولا أعرف إلي أين، كنت أبكي بقوة، فجأة لم تعد ساقي تحملاني وسقطت على ركبتي، رأيت شظايا زجاج صغيرة مزروعة في كفي بسبب اني حميت وجهي بهما، كنت مشوشة بقوة، ما الذي حصل هناك بالضبط!

|| ستولد ساحرة ||Where stories live. Discover now