١١

9.9K 916 123
                                    

أيام قليلة ولّت، علاقتي بماكستون بدأت تصبح أفضل، بدأت بالفعل أتعامل معه كصديق، بينما أكاديا، لا أعرف كيف سأعترف بذلك ولكنها أفضل فتاة قابلتها على الإطلاق، هي فقط مستعدة لمساعدتي في أي شيء وأي وقت، ولم تأبه أبداً للشائعات وسمعة ماكستون السيئة في المدرسة، هي وخالي علّماني الكثير من الأمور السحرية، لكن لم تعلمني الطلاسم والتعاويذ طويلة المدى، تقول أن هذا خطير ويحتاج بعض الخبرة.

بينما أرتيم يستمر بتسديد اللكمات الزائفة إلي كل يوم ويعطيني مصاصات في آخر كل درس وأنا لا أصنع أي تقدّم في القتال... رغم ذلك أنا لا أشعر بمضيعة الوقت معه.

هذه الليلة التي يليها يوم مدرسي مليء بالإختبارات لم تكن أحلامها عن الرسوب كالعادة... بل كان الحلم عن أرتيم، حلم مليء بالرمنسية ورائحة العِطر اللاذعة التي تنبعث منه في العادة، فتحت عيني فجأة واستفقت، انجذبت عيني إلى النافذة ورأيت ظل أسود ملتصق في الزجاج بعيون ذهبية مُضيئة.

رفعت نفسي بذراعيّ عن السرير باِرتعاب فاختفى ذلك الكيان، ابتلعت ريقي في حلقي الجاف لأتمتم "اوه فعلاً، أنا أهلوس بأرتيم الآن..."

رميت نفسي على السرير وحاولت النوم من جديد، لكن هذه المرة راودني كابوس سيء، كنت أقف في المَرج حيث البئر الذي يخصّ المستذئبين، أحدق بالظلام، عندها يدفعني شخص ما وأسقط في عمقه بلا نهاية بينما الكثير من الهمسات تنبع من جداره المستدير.

سرعان ما وصلت للقاع فتحت عيني من جديد وكان الصباح هذه المرة، قبل رنين المنبه بثلاث دقائق، نهضت باِنزعاج وجهزت نفسي حتى اذهب للمدرسة، ودّعت خالي ثم قابلت ماكستون في الخارج، إنه دقيق دائماً.

رفعت حاجبي سرعانما رأيته "أين أكاديا؟"

رفع كتفيه وقال "تقول أن لديها شيء مهم لتفعله"

"شيء أكثر أهمية من اختبار الكيمياء!"

لم يُجبني بل رفع كتفيه من جديد وصعد سيارته الجبلية البيضاء، لم ألقي بالاً للأمر وصعدت برفقته، كانت كل الشوارِع مُزيّنة بالفزّاعات وأمام البيوت تتواجد ثمرات اليقطين المخيفة والديكور الدّموي، الليلة هي ليلة الهالوين، اليوم المفضل لديّ من السنة يقولون أن السحر ومخلوقات الظلام ينشطون بقوة في مثل هذا اليوم.

سوف تكون هناك حفلة في منزل ماكستون خلال منتصف الليل، لكن هذه المرة سوف يكون الأمر ممتع، في البداية نرقص ونستمتع من ثم نتجه للغابة ونلعب الغميضة، باِختصار سوف نحاول إخافة بعضنا، لهذا السبب كانت دعوات ماكستون تنحصر بين الناس مِن عالمنا، هو لا يستطيع إقحام البشر في شارعنا.

بعد ذلك خلال دوام المدرسة، جاءت أكاديا في الحِصة الثالثة، تماماً في الوقت المناسب لكتابة الإمتحان، وجهها لا يتفسّر.

|| ستولد ساحرة ||Where stories live. Discover now