|| ستولد ساحرة ||

٢

لقد مر يومان منذ أن اكتشفت أن لدي خال، قام ببضع أوراق قانونية لكن لم ينتهي بعد، خلال ذلك كنت أجمع أغراضي وأتبرع بما لا أحتاجه وها أنا ذا أنهيت كل ذلك بيومين وانا جالسة بجانب خالي في السيارة، نتحادث بأشياء صغيرة مثل حفلة الترحيب التي سوف يقدمها أهالي الحي لأجلي خصيصاً، بينما هو يقودني إلى بيته، إلى بيتي...

يبدو أن الإطلالة الجديدة ستكون رائعة، المكان هنا مليء بالأشجار واللون الأخضر، عرفت أننا اقتربنا عندما رأيت بيوت متفرقة هنا وهناك.

"تارا سوف نصل بعد دقائق إذا لاحظتِ نقصان شيء أخبريني!"

"حسناً!" أجبته مبتسمة، أنا حقاً سعيدة بوجوده، إنه جزء من أمي، يا ترى ماذا كانت لتقول جدتي الآن... هل كانت لتخبرني الحقيقة، لست ألومها لأنها لم تخبرني، في الحقيقة لا يهمني هذا أبداً ولست مستاءة، أنا فقط سعيدة بوجود الخال ويليام وحزينة على رحيلها.

ركن السيارة لأعود للواقع، ألقيت نظرة على البيت الذي سأقيم فيه من الآن وصاعداً وكان رائع جداً رغم أنه لا يتميز بشيء عن البيوت الأخرى، لكن خالي ويليام يعيش فيه وهذا أجمل شيء، كان كبير على شخصين، الأشجار حوله كثيرة وتوجد بيوت قريبة منا، الأهم من ذلك أن الغابة بعيدة عنه فقط عشر دقائق من المشي.

سمعت خالي يضحك، نظرت إليه فتوقف فجأة لكنه عاود الضحك قائلاً "أنا آسف لكن نظراتك لهذا البيت حقاً... كأنكِ طفلة صغيرة"

ضحكت معه بإحراج وخرجت من السيارة لأجرّ حقيبتي معي واهتم خالي بأغراضي الأخرى، لم أجرؤ على الدخول قبله، كنت فقط ألحقه، فتح الباب بالمفتاح على مصرعه وقال "تفضلي تارا... بيتك الجديد يرحب بك"

"شكراً!" صرحت ووضعت أولى خطواتي في البيت وشعرت كأن سحر أصابني، كان المكان بسيط ولطيف جداً، ألوان مريحة للعيون، وصور كثيرة لأمي والعائلة التي لم أرها، للحظة اعتقدت أنها أنا في الصورة.

"ألديكِ قابلية لرؤية غرفتك؟" سأل خالي وأمأت بتبسم ليشير لي بيده بأن ألحقه، صعدنا السلالم ليفتح باب إحدى الغرف ويتحدث كالإعلاميين "غرفتكِ الجديدة ترحب بك"

شممت رائحة منعشة من ثم رأيت لوني المفضل في المكان، كانت غرفة ذات طلاء أصفر فاتح، خطيت للداخل بذهول وأدركت حينها أن خالي يعرف الكثير من الأشياء عني قبل أن أخبره حتى، مثلاً خزانة اسطوانات الأغاني والأفلام المفضلة لي، كانت لدي إطلالة رائعة من نافذتي الكبيرة، أستطيع رؤية الغابة والجبال.

استدرت إليه قائلة "إنها رائعة... لا أعلم كيف عرفت ماهو لوني المفضل أو الأشياء التي أحبها... لكن هذا كثير علي"

"لدي الكثير من الحب لأشاركه وليس لي غيرك، بالطبع سأعطيكِ إياه كله"

"أنت تحرجني بلطفك... لن أستطيع شكرك بشكل كافي هكذا"